كيف قرأ وليد الركراكي دروس منتخبي الغابون وليسوتو في 197 دقيقة..  

 إستهل المنتخب الوطني المسار الإقصائي المؤهل إلى “كان” المرتقب في بلادنا السنة القادمة، ويتابع المجتمع الرياضي قيمة المردود الفني لتركيبة المنتخب وقامات التشكيلة ومستوى حضورها الآني والرهان القادم الرامي إلى التنافس من أجل إحراز لقب دورة قارية تقام في البلد.

وجسدت المباراتان أمام منتخبي الغابون وليسوتو اختبارا أوليا أفرز منتوجا محملا بالرسائل والإشارات، والأكيد أن المحطة خلفت لدى المدرب وليد الركراكي درسا واستنتاجات تفرض قراءة واستثمارا.

ففي المباراتين مساحة زمنية تقدر بـ 197 دقيقة، أشرك فيها المدرب الركراكي 21 لاعبا وحقق فوزين، واحد على منتخب الغابون بـ 4-1 وآخر على منتخب ليسوتو 1-0، وكشفت أطوار اللقاءين تجريب مجموعة من اللاعبين في التنافس القاري الرسمي من بينهم إلياس أخوماش، أمير ريدشاردسون، وأسامة ترغالين، ويونس عبد الحميد.

وشهدت المباراة الثانية أمام الخصم ليسوتو تغييرات في البداية شملت تسعة لاعبين حيث غيب وليد الركراكي عناصر أساسية، كعبد الكبير عبقار، وبلال خنوس، وياسين بونو، ونوصير مزراوي، وسفيان أمرابط.

وعند تراجع المردود في الشوط الأول إضطر الركراكي إقحام الرباعي، عبد الصمد الزلزولي، وحكيم زياش، وإبراهيم دياز ويوسف النصيري  في الدقيقة 57، ثم سفيان رحيمي في الدقيقة 70.

وفي مبادرة مميزة أشرك المدرب وليد اللاعب آدم أزنو الذي قدم بدوره أوراق اعتماده لشغل مهمته في مركز الظهير الأيسر هذا المركز الذي شكل صداع الرأس في تشكيلة المنتخب، وظهر الفتى آدم أزنو ربحا جديدا و هو الأصغر سنا في الفريق (مواليد 2 يونيو 2006)، وعمره في يوم المباراة 18 سنة و99 يوما.

المنتخب الوطني ملتزم بمباريات الإقصائيات المؤهلة إلى “كان” وهو مؤهل لأن التظاهرة مبرمجة في المغرب ويقرأ المتتبعون النتائج ويقيمون المردود والرهان على تحضير منتخب جيد في موعد “كان” (21 دجنبر 2025) وتفصلنا عنه 468 يوم فقط، والمدرب الركراكي مطالب بإنهاء تجريب اللاعبين والإستقرار على مجموعة يدخل بها الإقصائيات المؤهلة إلى المونديال القادم 2026.

محطة لقائي الغابون وليسوتو عرت إختلالات في المردود الجماعي  لتركيبة المنتخب الوطني  و خاصة في صف الدفاع، وفي الشوط الأول بلقاء ليسوتو، وجاءت ردود المدرب على تساؤلات الصحافة والرأي العام تترجم فهمه وإدراكه للوضع في الفريق والعمل المطلوب في الأيام الفاصلة عن موعد “كان” القادم، والتألق ممكن لما حققته كرة القدم الوطنية في المونديال بقطر وأولمبياد باريس هذا التوهج الذي رفع سقف الطموح لدى الجماهير لطلب المزيد.

المنتخب الوطني في العد العكسي يداول المباريات في زمن الإقصائيات والعين على “كان” القادم المرتقب في المغرب، ثاني مناسبة تقام فيها التظاهرة في الوطن بعد 1988 حيث تعذر الفوز باللقب و أقصي منتخبنا في دور النصف بهزيمة أمام منتخب الكاميرون 1-0 (منتخب الرئيس السابق للكاف)، المرحوم عيسى حياتو الذي في نفس السنة في المغرب ظفر برئاسة “كاف” ومنه عاد بكأس الكان.

اليوم ظروف أخرى والمغرب مرشح كبير للتتويج بالكأس الذي غاب عنها منذ 1976، والمهمة ليست لا صعبة ولا مستحيلة..

 محمد أبو سهل

Top