لابد من المرور للمرحلة القصوى…

لم يعد مقبولا استمرار الوضع على ما هو، والاستسلام لعبث لمجرمين ومخربين يعيثون فسادا وعنفا، كلما جرت مباراة في كرة القدم.
ففي الوقت الذي كنا ننتظر تراجعا في حدة حالات العنف والشغب المرافق للمباريات الرياضية، حدث العكس تماما، إذ تواصلت الشرارة بنسب متفاوتة الخطورة، ولم يعد مسموحا بقاء الجميع يتفرج، على هذه الأوضاع المأساوية، وأن يتم الاكتفاء باتخاذ قرارات مؤقتة، وإجراءات شكلية، رغم وجود حزمة من القرارات المهمة، سبق أن اتخذت من طرف أجهزة الدولة، لكن لم يتم تفعليها نهائيا.
تتوالى أعمال العنف والتخريب، إلى درجة تسجل كل أسبوع تقريبا، حالات شغب واعتداءات بحدة غير مسبوقة، كما كان الشأن الأسبوع الماضي بمركب محمد الخامس، وملعب العربي الزوالي بعين السبع، حيث وصل الأمر إلى وفاة فتاة بمقتبل العمر، بعد دهسها أمام أبواب المركب.
نتحدث دائما عن دور التوعية والأسرة والتعليم والمجتمع المدني والأحزاب الوطنية، وغيرها من القطاعات المفروض فيها لعب دور تربوي وتاطيري، وترسيخ قيم المواطنة، لكن قبل أن تؤدي كل هذه المكونات الأساسية دورها، لابد من أسبقيات وقرارات، وإجراءات عملية مستمرة، تنظيمية وأمنية وقضائية…
ولعل أول قرار يتبادر للأذهان، منع الترحال الجماعي للجمهور، أو إصدار قرار ملزم يقضي بمنع حضور الفرق الزائرة للمباريات، كما يحدث في أكثر من بطولة على الصعيد الدولي، وعلى سبيل المثال لا حصر، منع السلطات الفرنسية ترحال جمهور نادي مرسيليا، عندما يحل فريقه ضيفا على نادي باري سان جرمان، بالعاصمة الفرنسية، والعكس صحيح كلما كانت هناك مواجهة بسطاد «الفيلودروم»، وهو إجراء عملي، أكدت التجربة نجاعته، في مواجهة حالات الشغب المعتادة.
صحيح أن فرض «الويكلو» هو إجراء عقابي يفرضه القانون، كلما سجلت حالة من حالات الشغب والعنف، وهذا حل من الحلول العقابية، بالرغم من أن مقابلة في كرة القدم دون جمهور، تبقى بدون طعم أو قيمة، بل لا معنى لها، إلا أن المصلحة العامة، تتطلب الكثير من الحزم واليقظة والتدابير الاستباقية…
إن الخطورة التي وصلت إليها الأوضاع على الصعيد الوطني، تقتضي تحمل كل طرف مسؤولياته كاملة، وعدم استمرار التعامل مع الظاهرة كحالة عابرة، وبنوع من الاستخفاف، وغياب الحزم اتجاه سلوك مجرمين وأوباش، يعيثون في الأرض فسادا، ويفسدون على عشاق الرياضة فرحتهم، وعشقهم للرياضة بصفة عامة.
لابد إذن من الصرامة واتخاذ قرارات ملزمة، بل قاسية إذا تطلب الأمر ذلك، لأن الأمن العام وسلامة المواطنين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، تبقى واجبات مقدسة وفوق كل اعتبارات…

>محمد الروحلي

Related posts

Top