قال لحسن السكوري وزير الشباب والرياضة إن البرنامج الحكومي ومنذ سنة 2012 يضع الشباب في صلب اهتماماته وانشغالاته، وأضاف الوزير خلال كلمته بمناسبة افتتاح الملتقى العربي للإدماج الاقتصادي للشباب أول أمس الاثنين بالرباطـ أن الحكومة ومنذ توليها للمسؤولية أكدت على ضرورة تبني استراتيجية مندمجة، تتقاطع فيها كل مبادرات المتدخلين وتتجاوز الاعتبارات القطاعية وترسخ مقاربة شمولية للتنسيق ودعم جهود جميع الأطراف المتدخلة في القضايا التي تهم الشباب، وفق مقاربة تشاركية يساهم فيها جميع الفاعلين السياسيين والجمعويين العاملين في المجالات التي تهم الشباب.
وأكد السكوري أن هذا الاهتمام يتماشى والعناية السامية للملك محمد السادس التي يوليها لقضايا الشباب، والتي تتجلى من خلال خطاباته وتعليماته السامية في هذا المجال وذلك بدعوته لخلق انسجام في الخدمات العمومية للشباب وإحداث استراتيجية وطنية تراعي مصالح الشباب بدرجة أساسية، وهو ما عبرت عنه مجموعة من الخطوات التي سار فيها المغرب منذ 2011 وخصوصا مع الدستور الجديد الذي نص على إحداث المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي.
وفي هذا الإطار أكد السكوري على أن وزارة الشباب والرياضة المغربية، تعمل على دعم وتشجيع سياسات الإدماج الاقتصادي والاجتماعي ووضعت آليات للمساهمة في تحقيقها عبر تفعيل المحور الأول للاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب والذي يهدف إلى الرفع من الفرص الاقتصادية المتاحة للشباب والنهوض بقابلية التشغيل، مشيرا إلى أن الوزارة تشجع ثقافة المبادرات الذاتية للتشغيل، لدى رواد المؤسسات التابعة لها وفي محيطها المجتمعي من خلال الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات، سواء المراكز النسوية أو دور الشباب، إذ تساهم سنويا في تخريج أفواج ما بين 5000 إلى 7000 شابة في ما يخص المقاولات النسائية. مضيفا أن هناك مبادرات أخرى بتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين لتقديم الدعم التقني والمالي لإقامة برامج واعدة ومبدعة كالبرنامج الوطني لمصاحبة إحداث المقاولات الشبابية الممولة من طرف البنك الدولي الذي يستفيد منه 5000 شابا وشابة بحصولهم على تكوين ومصاحبة لتطوير مهاراتهم الذاتية والمهنية لخلق وإنشاء مقاولات صغرى. وكذلك برنامج إشاعة الثقافة المقاولاتية للشباب الذي مكن من خلق 96 مشروع مقاولاتيا شبابيا. وأيضا برنامج «أجي» الذي يهدف إلى تطوير مهارات الشباب في مجال التكنولوجيات الحديثة للمعلوميات ومساعدتهم على الإدماج الاقتصادي والمهني والذي يستفيد منه سنويا أزيد من 5000 شاب وشابة، كذلك.
وأبرز السكوري في محور كلمته التي ألقاها أمام الوفود العربية والوطنية المشاركة في الملتقى أن التحولات العميقة التي بات يعرفها العالم العربي من خلال انفتاحه على محيطه الداخلي والخارجي تقتضي أن تأخذ البرامج الموجهة للشباب كاملية الجدية والتفاعل خاصة تلك المتعلقة منها بالإدماج الاقتصادي والاجتماعي ودعم قدرات الشباب، مشددا على ضرورة أن تحظى كل الأنشطة الشبابية بالرعاية والتوجيه الضروريين، كونها تشكل فرصة حقيقية يتم بموجبها تأطير الشباب وتكوينه وتزويده بكل المعارف والمهارات التي تمكنه من اندماج في سوق اقتصادي هادف وأنجع وتجنبه آفة البطالة، التي تهدده، مشيرا في هذا الصدد إلى تقرير الجامعة العربية حول التنمية البشرية الذي اعتبر البطالة من أكثر المشاكل التي تواجه الدول العربية حيث تقدر بـ16 بالمئة على المستوى الإقليمي، منها 80 بالمائة من فئة الشباب، مؤكدا على أنها ظاهرة مقلقة للجميع على المستويين الحكومي والاجتماعي وتحمل ضمنها آثارا سلبية في مختلف المجالات الحياتية اليومية.
ودعا السكوري مختلف الحكومات العربية إلى الاهتمام بدرجة كبيرة بالإدماج الاقتصادي للشباب من خلال تعبئة مختلف الوسائل والإمكانيات ووضع مبادرات تهدف إلى خلق فرص الشغل للشباب وبرامج للولوج لسوق الشغل وتنمية ريادة الأعمال الشبابية وإنعاش التشغيل الذاتي، وجعل الشباب هدفا رئيسيا ضمن أهداف سياستها العمومية.
وبدوره أكد عبد المنعم الشاعري ممثل الجامعة العربية، أن قضية الشباب هي من القضايا الأساسية التي تدخل ضمن اهتمامات جامعة الدول العربية، لما يلعبه الشباب من دور ريادي سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، مشيرا إلى أن الإدماج الاقتصادي للشباب أصبح أولوية للدول العربية من خلال تشجيعها على الأعمال الحرة للشباب، وخلق فضاء مشجع على المبادرات الذاتية، وذلك من أجل دفع عجلة التنمية إلى الأمام ومن أجل إقلاع اقتصادي، وفق مقاربات تنموية تروم وضع الاقتصاد العربي في مسار متقدم ومشرف. ودعا، ممثل الدول العربية، الشباب إلى ضرورة تقوية المعارف ومراكمة الخبرات من أجل المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة للدول العربية التي يطمح إليها.
يشار إلى أن هذا الملتقى العربي للإدماج الاقتصادي للشباب، الذي سيختتم أشغاله اليوم، يدخل في إطار فعاليات الرباط عاصمة الشباب العربي المنعقدة تحت شعار «من أجل شباب متعايش ومبدع» والتي تمتد إلى متم شهر أبريل من 2017 بمشاركة أزيد من 300 شابا من مختلف الدول العربية ومن كل جهات المملكة.
محمد توفيق أمزيان