دافع الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة صورياد دوزيم ، فيصل العرايشي على أداء الإعلام العمومي ، مشيرا إلى أن 15 مليون مغربي ومغربية يشاهدون يوميا القنوات الوطنية.
وأضاف فيصل العرايشي، في عرض قدمه، أول أمس الأربعاء، أمام لجنة المراقبة المالية العامة بمجلس النواب، أن نسبة المشاهدة التي تتجاوز 51 في المائة والتي ترتفع إلى 54 في المائة وقت الذروة، تضعه الإعلام العمومي في المرتبة السادسة عالميا، رغم ضعف الميزانية المرصودة والتي لا تتجاوز 2 مليار و200 مليون درهم، موضحا أن هذا المبلغ “يخصص فقط لقناة جهوية في دول مجاورة كقناة أندلوسيا بإسبانيا”.
و انتقد العرايشي التحامل الذي تتعرض له قنوات القطب العمومي دون معرفة دقيقة بما تقوم به من مجهود لتقديم خدمة عمومية جيدة اعتمادا على أطر ومهندسين وتقننين مغاربة، مع الحرص على إعمال الحكامة والترشيد.
وأفاد مسؤول القطب العمومي أن القنوات التلفزية والإذاعتين الوطنيتين والثلاث إذاعات الجهوية تضم شغيلة لا يتجاوز عددها 2000 شخص، علما أنه، في السابق، حين كان المغرب لا يتوفر إلا على قناتين تلفزيتين كان عدد الشغيلة يتجاوز 2250 شخصا.
وأوضح فيصل لعرايشي أن المنافسة الحقيقية للقنوات الوطنية العمومية تأتي من الفضاء العربي الذي يوجد به أكثر من 1200 قناة عربية تبث بالمجان عبر الساتل الذي تتوفر عليه أكثر من 67 في المائة من الأسر، وهو ما يتيح لها حرية الاختيار بين القنوات.
وليبرز قوة الإعلام العمومي، حسب ذكره، أورد معطيات عن دراسة عالمية شملت 7000 قناة في العالم، رتبت المغرب في المرتبة السادسة، قائلا” إنها دراسات عالمية تقوم بها مؤسسات مختصة في المجال، ونتأسف أنه عوض الافتخار بمكانة الإعلام العمومي وطنيا نتلقى خطابا يحطم”، مؤكدا أنه “علينا أن نفخر بقوة الإعلام العمومي الوطني. فهو يحظى بالثقة لكونه لا يبث إلا أخبارا موثوقة وهو ما أظهرته ظروف تفشي جائحة “كوفيد 19″، حيث سجلت نسب مشاهدة عالية منذ ظهور الوباء وفترة الحجر الصحي”.
وساق الرئيس المدير العام مقارنة بين نسب المشاهدة للإعلام العمومي في المغرب وباقي البلدان سواء الأوربية أو على مستوى العالم العربي. ففي المغرب تصل نسبة المشاهدة لأكثر من 51 في المائة، فيما في ألمانيا لا تتجاوز 48 في المائة ، وفي إيطاليا 36 ، أما في إسبانيا فلا تفوق 24 في المائة ، فيما في لا تتعدى 9 في المائة في الكويت، و 14.5 في عمان ، أما في المملكة العربية السعودية فلاتفوق النسبة 6 في المائة”.
وشدد على أن قنوات الإعلام العمومي راكمت خلال العشر سنوات الأخيرة خبرة تقنية عالية الجودة ، حيث أن قنوات أجنبية باتت تعتمد عليها للنقل الدولي لفعاليات الأنشطة التي تنظم في المغرب، علما أن هذه الخبرة تمتد لمحطات الإرسال المتنقلة التي أصبحت تصنع في المملكة، معلنا أن عمل القنوات بات يرتكز أساسا على المعلوميات ، ويمتد إلى السيرفور الذي هو ذاته من صنع محلي ، وبرامج معلوماتية من ابتكار المهندسين التقنيين العاملين بالشركة .
وقال في هذا الصدد، إن توفير هذه الخدمات من طرف الشركة مكنها من تخفيف العبئ المالي وجعل التكلفة المتحملة صفر ، في حين في فرنسا تصل التكلفة إلى 7 مليون أورو ، مشيرا إلى أن هذه المسألة تظهر جانب الترشيد الذي تشهده الشركة، يضاف إليه مسألة الهيكلة المعتمدة منذ سنة 2006، حيث تم المرور من قطاع ينظم ضمن الوظيفة العمومية إلى شركة ، كما تم إحداث مديريات بشكل أفقي تدير شؤون مختلف القنوات ، بحيث تم اتباع المرونة والانتصار لأسلوب التنسيق والتكامل في العمل بين القنوات”، إذ تم جعل آليات العمل والموارد البشرية، خاصة الأطقم المختصة في الإرسال والتصوير، رهن الإشارة لمجموع القنوات، وتشتغل لفائدة كل واحدة منها كلما تطلب الأمر ذلك، وهذا الشكل التدبيري شكل نموذجا طبقته قنوات الإعلام العمومي الفرنسية .
وبالنسبة للقنوات الموضوعاتية، أوضح العرايشي، أن الشركة لا تنتظر أن يكون لها إقبال كبير لكونها تلبي حاجة فئة معينة، كما هو الشأن بالنسبة لقناة محمد السادس، التي وضعت رهن إشارة العموم خدمة تتمحور حول الشأن الديني ، مضيفا أن القنوات الموضوعاتية حينما تتجاوز نسبة مشاهدة 1 في المائة فهي تعد ناجحة ، وأورد مثالا في هذا الصدد لقناة ” آرتي” التي أحدثت بتعاون بين ألمانيا وفرنسا، بميزانية تبلغ 6 مليار درهم، لكن نسبة المشاهدة تسجل أقل من 1 في المائة، ومع ذلك فالطرفين فرحين بها ولا يتوقفان عن دعمها ماليا.
وليجدد التأكيد على ضعف الميزانية المخصصة للإعلام العمومي، قال” إن مجموع القنوات العمومية الوطنية بالمغرب لا تتعدى الميزانية المخصصة لها 2مليار و200 مليون درهم ، فيما في فرنسا يخصص للإعلام العمومي فرنسا 40 مليار درهم ، وفي إنجلترا 65 مليار درهم، فيما في بلجيكا 10 مليار درهم.
وهذا الأمر يقابله ضعف الدعم العمومي المقدم للقناة والذي تقلص خلال السنوات القليلة الماضية، فبعد أن كان يصل سنة 2000 إلى 140 مليون درهم ، وكلن يشكل ثلث موارد القناة، انتقل حاليا إلى 50 مليون درهم خلال السنوات الأخيرة ، مستطردا بالقول ” إن تقلص الإشهار والدعم العمومي وارتفاع النهوض بالوظيفة العمومية رفع من تكلفة التحملات إلى 200 مليون إضافية صورياد “.
< فنن العفاني