لغة الشعر العربي اليوم.. من لقاءات موسم أصيلة الثقافي

انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات اللقاء الشعري الثاني الذي يقام ضمن موسم أصيلة الثقافي الدولي، والتي يتولى تنسيقها الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين.
يتميز هذا اللقاء الذي يحمل شعار: “لغة الشعر العربي اليوم” بمشاركة نخبة من الشعراء والنقاد من داخل الوطن وخارجه، ومن أبرزهم: المهدي أخريف، قاسم حداد، غسان زقطان..
وفي الكلمة التقديمية التي خص بها هذا اللقاء الأدبي، يشير شرف الدين ماجدولين إلى أن سؤال الشعر العربي اليوم يتبادر إلى الذهن بالموازاة مع تنامي الاختيارات الأسلوبية، والأغراض الفنية، والمقامات التعبيرية، جنبا إلى جنب مع اتساع جغرافية اللغات، واللهجات المحتضنة للأصوات الشعرية العربية، فمنذ أزيد من خمسة عقود، تساكن الشعر العمودي مع شعر التفعيلة، مع قصيدة النثر، مع الزجل والشعر العامي، مع ما كتبه شعراء عرب من أشعار بالفرنسية أساسا، ثم بلغات أخرى بدرجة أقل، وانطبقت عليها أوصاف من قبيل: الشعر المغربي المكتوب بالفرنسية، أو الشعر اللبناني الفرنكوفوني، ولم تكن الظاهرة تطرح سؤال الانتماء إلى المجتمع الثقافي العربي، وممكناته التعبيرية، واختياراته الموضوعية، اعتبرت هذه التجليات اللغوية تنويعات على شعرية عربية رحبة، متعددة الأعطاف والمقامات.
ويضيف منسق اللقاء الأستاذ ماجدولين إلى أنه “يستمر اليوم تشظي القاعدة اللغوية إلى مستويات تنحت فجوات حتى بين التعبيرات العربية الفصيحة، لتوجد مسافات ما بين لغات مغرقة في محليتها، وأخرى وسيطة وثالثة كلاسيكية، مع خفوت تدريجي لظاهرة الكتابة بلغات أجنبية التي كانت لحظة عنفوانها في النصف الثاني من القرن الماضي، سمة تزامنت مع التضاؤل المتسارع للنخب الثقافية، التي عاشت زمن الاستعمار الفرنسي والإنجليزي والإسباني، والعقود الأولى لاستقلال الأقطار العربية، ومن ثم تلاشي تأثير المكتسب اللغوي.
المفترض أن فهم مجال التداول والتلقي-يضيف ماجدولين- المتصلة بتجليات الشعر العربي اليوم، تقتضي العودة إلى قاعدة اللغة، بما هي مرتكز أول للتأثير وإنتاج المعنى، مع تسارع إيقاع البحث عن الصيغ الأكثر نفاذا في فن بات اليوم محدود الانتشار، بعد تفاقم سماحات التعارض بين الغموض والمباشرة، وما بين التقعير والسلاسة، وما بين الصواب والخطأ في الكثير مما ينشر ويعرض لجمهور القراء، برغم الفسيفساء العربية، المترامية لتعبيراتها، في مختلفة أصقاع العالم العربي”.
يتواصل هذا اللقاء المكرس لتفكيك لغة الشعر العربي الراهن، على مدى يومين، ولا شك أن أسئلة كثيرة ومتفرعة سيتم تطارحها بهذا الخصوص، بالنظر إلى التحولات التي باتت تسم شعرنا اليوم، والتي يصفها البعض بالسلبية، فيما يرى البعض الآخر أنها طبيعية أخذا بعين الاعتبار أن الشعر كان دائما يشهد ثورات سواء على مستوى اللغة أو البناء أو غير ذلك من العناصر.
دعي للمشاركة في هذا اللقاء الشعراء والنقاد: المهدي أخريف، إكرام عبدي، ياسين عدنان، محمد حجو، عبد اللطيف الوراري، حسن الوزاني، عمر الراجي، فوزية أبو خالد من السعودية، نجاة علي، محمد شوشة من مصر، قاسم حداد من البحرين، عبد الله خليفة من اليمن، ناصر المولهي من تونس، ليندا نصار من لبنان، غسان زقطان من فلسطين.

< أصيلة- عبد العالي بركات

Related posts

Top