في خضم النجاح الباهر الذي حققه الفريق الوطني المغربى لكرة القدم بمونديال قطر 2022، وما خلفته هذه المشاركة من أصداء جد إيجابية، وصل صداها إلى مختلف بقاع العالم، إلى درجة أن اسم المغرب احتل الصدارة بمختلف محركات البحث بشبكة الإنترنيت أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن اختيار المغرب لاحتضان مونديال الأندية.
حدث هذا قبل متم سنة 2022 بأسبوعين، وبالتالي، فإن الأنظار ستتركز بقوة الشهر القادم، على هذا البلد الذي فاجأ العالم بعطاء منتخبه، وهو يحتضن أبطال القارات الخمس، في موعد سبق للمغرب أن احتضنه، وتفوق في تنظيمه على نحو رائع، والأكثر من ذلك، تميز بوصول فريق الرجاء البيضاوي للمباراة النهائية.
ويشارك في هذه النسخة، وهي الأخيرة بالصيغة القديمة، كل من الوداد الرياضي (بطل إفريقيا)، والأهلي المصري (وصيف بطل إفريقيا)، والهلال السعودي (بطل آسيا)، وريال مدريد (بطل أوروبا)، وسياتل ساوندرز الأمريكي (بطل أمريكا الشمالية)، وفلامنغو البرازيلي (بطل أمريكا الجنوبية) وأوكلاند سيتي النيوزلندي (بطل أوقيانوسيا).
إلا أن الملاحظ هو عدم الاجتهاد في استغلال أول حدث دولي تحتضنه بلادنا، يأتي مباشرة بعد مونديال قطر، مع ما يمثله هذا الموندياليتو أيضا، من قيمة لا يستهان بها.
ويأتي في مقدمة القطاعات المفروض أن تجعل من هذه التظاهرة فرصة للترويج لاسم المغرب، والتعريف بمكوناته وإمكانياته، القطاع السياحي الذي يبدو أن المسؤولين عنه، يوجدون في سبات عميق، همهم الأساسي المشاركة بالمعارض الدولية، والاستفادة الشخصية من رفاهية السفريات بالدرجة الأولى، والإقامة بالفنادق الفخمة.
وكان من الضروري التفكير في تخصيص «باكيج موروكو» خاص بالمونديال، يتضمن تذكرة السفر والإقامة، وزيارة المدن وحضور المباريات، والتجهيزات الرياضية المتطورة، كمركز محمد السادس، واكاديمية محمد السادس للتكوين، المنشاة التي داع صيتها، بعد تألق مجموعة من اللاعبين، خريجي هذه المركز المفتوح على المستقبل.
وكان من الضروري أن يتضمن البرنامج السياحي، تخصيص زيارة متميزة لمدن الصحراء المغربية، كالعيون والداخلية، وغيرها من المدن والمناطق السياحية الرائعة، ومظاهر التطور الذي تعرفه.
فالأكيد أن الإقبال كان سيكون كبيرا من القارات الخمس، وبصفة خاصة من البلدان التي تنتمي لها الأندية المشاركة، والمعروفة بشغف جمهورها، كإسبانيا والسعودية، وأمريكا، ومصر، والبرازيل، وغيرها…
لم يتم التفاعل الإيجابي للأسف مع الحدث من طرف المسؤولين عن القطاع السياحي، من وزارة وصية ومكتب وطني، وهو تقاعس يقتضي المحاسبة واتخاذ القرارات اللازمة… والأكيد أن قطاعات أخرى كان من المفروض، أن تفكر في مواكبة الحدث، والاستفادة من قيمته وإشعاعه، وأبعاده المختلفة.
لكن لا حياة لمن تنادي…
>محمد الروحلي