لن يرعبنا القتلة

التفجير الإرهابي الدموي الذي ضرب مراكش، وأشاع القتل والدمار والدم في ساحتها الساحرة، همجي ومدان، ويعيد تنبيهنا مرة أخرى إلى أن بلدنا مستهدف في اختياراته المجتمعية والديمقراطية والحداثية.
سبق أن لفتنا هنا إلى أنه عند كل التحولات الجوهرية في المغرب، يخرج علينا من يصر على جر البلد بعيدا إلى الخلف، واليوم، فإن استهداف مراكش هو في العمق استهداف للمغرب، واستهداف لدينامية الإصلاح التي أطلقها خطاب تاسع مارس، وضربة توجه لاستقرار البلاد، وسعي لإعادتنا جميعا إلى نقطة الصفر، ووقف المخاض الديمقراطي الذي تعيشه المملكة في تميز عن محيطها المغاربي والعربي.
من له المصلحة اليوم، ومن المستفيد من هذا القتل ومن سيلان الدماء البريئة؟
لقد كان الخطاب الملكي في تاسع مارس ثوريا بالفعل، وعندما نادى المغاربة بتدابير لتعزيز الثقة، استجابت الدولة عبر كثير إجراءات ذات طبيعة سياسية واجتماعية ومؤسساتية، وبرزت، بالتالي، إرادة رسمية وشعبية للسير نحو جيل جديد من الإصلاحات الشاملة، ومن أجل الانتقال بالمملكة إلى مستوى البلدان الديمقراطية العريقة، وإن من يرد اليوم على كل هذا بالدم وبالتفجير، هو الذي لا تعنيه الإصلاحات ولا يعنيه مستقبل المغاربة وأمنهم واستقرارهم، ولا يرضيه أن يكون المغرب استثناء في محيط عربي لا يتكلم هذه الأيام سوى لغة القتل والرصاص.
جوابنا اليوم هو الإدانة أولا للفعل الدموي الهمجي، والمطالبة بتحقيق جدي ونزيه، وملاحقة الجناة مهما كانوا…
جوابنا أيضا هو أن يصطف المغاربة جميعهم ضد هؤلاء القتلة والمجرمين، ورفض دمويتهم، ومحاربة كل من يهيئ لهم شروط وتربة التطرف والحقد والتكفير سلوكا وخطابا…
جوابنا كذلك هو أن نستدعي في هذه الظرفية القاسية الكثير من الحكمة والرصانة والثبات، ونفوت على القتلة فرصة إرباك تقدمنا إلى الأمام على صعيد الإصلاحات والدمقرطة والتحديث، وأن نجعل بلادنا تستمر في تحصين جبهتها الداخلية وفي مواصلة مشروعها الديمقراطي الحداثي وبناء دولة قوية ومستقرة ومتقدمة.
لن نسمح للجاهلين، مهما كانت مواقعهم وتلويناتهم وخلفياتهم، أن ينصبوا لنا الفخاخ التي تستهدف وقف مسارنا الديمقراطي.
المزيد من الديمقراطية، والإصرار على ترسيخ حقوق الإنسان هو الجواب على الإرهاب والإرهابيين.
في مسيرات فاتح ماي العمالية غدا الأحد، وفي باقي الأيام لنتوحد كلنا من أجل توجيه رسالة وطنية للقتلة:
لن ترعبوننا، لن نخاف، لن نستسلم، لن نسقط في فخاخكم، لن نتراجع عن الإصلاح وعن الديمقراطية وعن الحداثة وعن التنمية.
لن نسمح للهمج أن يسلبوننا إرادتنا في الإصلاح، لن نسمح لكل مناهضي الإصلاح أن يربكوا تقدمنا، وأن يلعبوا بمستقبل بلادنا.
لدينا ثقة عالية في شعبنا وفي قواه المناضلة الحقيقية.

Top