حالة من الفوضى تشهدها الأسواق المغربية منذ حوالي 15 يوما. فقد ارتفعت بشكل جنوني وغير مسبوق أسعار معظم السلع ما أدى إلى مزيد من إضعاف القدرة الشرائية للسواد الأعظم من المواطنين المغاربة . ارتفاع يتواصل مع اقتراب شهر رمضان، يجعل المواطنين يتخوفون من موجة غلاء جديدة تطال السلع الرمضانية وعلى رأسها الطماطم، التي تشهد أسعار بيعها في الأسواق المغربية هذه الأيام ارتفاعا صاروخيا.
فقد بلغ الكيلوغرام الواحد من هذا المنتوج الأكثر استهلاكا من طرف الأسر المغربية 10 دراهم. والرقم مرشح للارتفاع في كل يوم. هذا مع العلم أن السعر لم يكن يتجاوز في أقصى الحالات 5 دراهم.
ويرجع ارتفاع أسعار بيع الطماطم هذه الأيام لقلة المنتوج والذي كان سببه بعض الأمراض التي اجتاحت العديد من الضيعات بداية الموسم مما دفع الفلاح إلى إزالتها لزرع مواد أخرى، والى غلاء الأدوية التي تضاعف ثمنها لثلاث مرات، إضافة لارتفاع أسعار البلاستيك الفلاحي، ناهيك عن التصدير للأسواق الخارجية الأوروبية والإفريقية، دون أن نغفل ضعف الفرشة المائية للآبار بسبب شح التساقطات، وارتفاع تكاليف النقل نتيجة ارتفاع أثمنة المحروقات.
كما أن كثرة المضاربين يساهم، في ارتفاع أسعار الطماطم، إذ يتم بيع المنتجات بثمن معين بأسواق الجملة، لتمر بعدها عبر سلسة من المضاربين يناهز عددهم في بعض الأحيان الأربعة، مما يساهم في وصول هذه السلعة إلى المستهلك بسعر مرتفع.
ويرجح المراقبون أنه في حال بقاء الوضع على هذا النحو، فإن الأسواق المغربية خلال شهر رمضان ستعرف خصاصا كبيرا من هذه المادة الحيوية، مما يستدعي التدخل ووقف نزيف التصدير للخارج وتوجيهها للسوق الداخلية لضمان الاكتفاء المحلي.
زهير اسماعيني (صحافي متدرب)