أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة السبت في ختام جولة خليجية قصيرة، أنه أجرى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في إطار مبادرة لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت.
وقال الرئيس الفرنسي قبيل مغادرته المدينة السعودية الساحلية إن المملكة وفرنسا “تريدان الانخراط بشكل كامل” من أجل “إعادة تواصل العلاقة” بين البلدين في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير.
وكتب كذلك في تغريدة على تويتر “مع المملكة العربية السعودية، قطعنا التزامات تجاه لبنان: العمل معا، ودعم الإصلاحات، وتمكين البلد من الخروج من الأزمة والحفاظ على سيادته”.
وفي بيروت، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن الاتصال مع ماكرون وبن سلمان يشكل “خطوة مهمة” لاستئناف العلاقات اللبنانية السعودية.
وتأتي تصريحات ماكرون غداة إعلان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته بعدما أثارت تعليقات أدلى بها بشأن اليمن خلافا مع دول الخليج أدخل الحكومة في حالة شلل منذ أسابيع، معبرا عن أمله في أن يساهم ذلك في خروج لبنان من الأزمة.
وانتقد قرداحي التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن حيث يدور نزاع على السلطة منذ 2014، خلال مقابلة سجلت قبل أن يعين وزيرا لكنها بثت على التلفزيون اللبناني بعد ذلك.
وأثارت تصريحاته غضب السعودية والكويت والبحرين والإمارات التي ردت باستدعاء سفرائها من بيروت.
مث لت هذه الخطوة ضربة للبنان الذي تشكلت حكومته في شتنبر بعد 13 شهر ا من الانتظار، وكان ينتظر منها أن تقوم بإصلاحات كبيرة لإنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية مدمرة.
وتأخذ دول الخليج على الحكومة اللبنانية أيضا “السماح بتنامي” نفوذ حزب الله الموالي لإيران، خصم السعودية في المنطقة.
وقبل السعودية، زار ماكرون الإمارات العربية المتحدة وقطر.
وماكرون أحد أوائل القادة الغربيين الذين التقوا الأمير محمد بن سلمان في السعودية منذ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول.
ورأى ماكرون الجمعة أن من الضروري الحوار مع السعودية “الدولة الخليجية الأولى من حيث الحجم” للتمكن من “العمل على استقرار المنطقة”.
لكنه أضاف أن هذا “لا يعني أننا راضون”، في إشارة إلى قضية مقتل خاشقجي. وتابع ماكرون “أشير إلى أن السعودية نظمت قمة مجموعة العشرين في العام التالي (لمقتل خاشقجي) ولم ألاحظ أن العديد من القوى قاطعت مجموعة العشرين”.
والسبت، أكد الرئيس الفرنسي “تحدثنا عن كل شيء بدون أي محرمات. وتمكنا من إثارة مسألة حقوق الإنسان بشكل واضح (…) وآمل أن يكون (الحوار) فعالا. ستسمح لنا الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة بمعرفة ما إذا كنا نمضي للأمام في هذا الموضوع”.
وفي أول محطات جولته في الخليج، وقعت الإمارات مع فرنسا الجمعة اتفاقية لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال، وهو عدد قياسي من هذه الطائرة الفرنسية، في صفقة بلغت قيمتها 14 مليار يورو. كما اشترت الإمارات طائرات مروحية ومعدات في عقود إضافية بلغت قيمتها 3 مليارات دولار.
وفي الدوحة، شكر الرئيس الفرنسي قطر على المساعدة التي قدمتها لتنظيم عملية إجلاء 258 أفغانيا عبر الدوحة نحو فرنسا، كانوا مهد دين في بلدهم بعيد سيطرة طالبان بسبب صلاتهم بباريس.
بالتزامن مع جولة ماكرون، تقد م ضحايا من حرب اليمن بشكوى الجمعة في فرنسا لا سيما بتهمة تمويل الإرهاب ضد ولي عهد السعودية وولي عهد أبوظبي، مت همين البلدين بإقامة “تحالف” مع تنظيم القاعدة كما قال محاميهم.
قدمت هذه الشكوى خصوصا باسم المنظمة غير الحكومية اليمنية “المركز القانوني للحقوق والتنمية” التي تعتبر قريبة من المتمردين الحوثيين ومقرها صنعاء.
تدخلت السعودية حليفة الولايات المتحدة في اليمن منذ 2015 على رأس تحالف عسكري لدعم الحكومة في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين سياسيا من إيران. وسحبت الإمارات غالبية قواتها من اليمن في 2019 لكنها ما زالت عضوا في التحالف.
وتتيح شكاوى الحق المدني بشكل شبه تلقائي تعيين قاضي تحقيق للقيام بتحقيقاته. والإجراءات يمكن أن تصطدم بحصانة زعماء سياسيين تستهدفهم الشكوى.
أ.ف.ب