مدرب نادي شباب بلوزداد الجزائري والناخب الوطني السابق بادو الزاكي لـبيان24

أكد الناخب الوطني السابق بادو الزاكي أن جدية العرض الذي قدمه مسؤولو نادي شباب بلوزداد الجزائري، هي ما دفعته ليقبل بمهمة الإشراف على «أولاد العقيبة»، ويكون بذلك أول إطار مغربي يشرف على فريق جزائري.
وأبدى الزاكي في حوار أجرته معه «بيان اليوم»، امتعاضه من الإشاعات التي راجت عن عدم التزامه بوعوده وعدم رغبته في العودة إلى الجزائر، مبرزا أنه سيعمل على تشريف صورة المدرب المغربي بالساحة الكروية الجزائرية.
وشدد الزاكي على أنه لا خيار للمنتخب الوطني الذي يتوجب عليه بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا وتقديم مستوى جيد بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، ملمحا إلى رغبته في خوض تجربة جديدة مستقبلا مع «أسود الأطلس».
> كيف جاء اختيار التحاقك بنادي شباب بلوزداد الجزائري في تجربة جديدة في مسارك المهني؟
>> طبعا .. جاء هذا الاختيار بعد الاتفاق مع مسؤولي شباب بلوزداد. وسأعود إلى الجزائر لأبدأ في عملي بداية من هذا الأسبوع سأشرف على تداريب الفريق.

> وماذا عن التعاقد مع فريق جزائري والتدريب لأول مرة خارج المغرب، وتحديدا الجزائر؟
>> بكل صدق .. لم أكن أنتظر فرصة التدريب بالجزائر، لأن الأطر المغربية لم تسجل حضورا مكثفا فيما يخص تدريب الأندية بدول المغرب العربي. التجارب كانت قليلة جدا، وخاصة في الجزائر. في السابق لم تكن لدي رغبة في العمل خارج أرض الوطن بسبب التزاماتي الشخصية والعائلية وعلى رأسها متابعة أبنائي ودراستهم. الآن أتواجد رفقة زوجتي وأبنائي يتابعون تحصيلهم العلمي في الخارج.
تلقيت عروضا من أندية خليجية، لكنها لم تكن في المستوى الذي أطمح إليه، ثم جاء عرض شباب بلوزداد، وهو يترجم رغبة جدية من مسيري الفريق لضمي إلى الطاقم التقني. وبعد نقاش حول العرض، اتضح لي أن الأمور جيدة وجادة. المسيرون يأملون في تحقيق نتائج طيبة تحت قيادتي. رحبت بالعقد وقبلته، وعند التحاقي بالجزائر في الأسبوع الماضي فوجئت بما يكنه لي الناس من حب واحترام. هذا حمسني كثيرا لقبول العرض وخوض هذه التجربة. من جهتي آمل أن أكون عند حسن ظن مكونات شباب بلوزداد، فهو ناد كبير بمسؤولين كبار ويحترمون المغاربة.

> ماذا تعرف عن نادي شباب بلوزداد الجزائري؟
>> طبعا .. هو ناد عريق وكبير في الجزائر، وعلى مدار تاريخه حمل قميصه لاعبون كبار من بينهم لالماس وعاشور وسليماني الذي يمارس حاليا في الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة نادي ليستر سيتي. للأسف واستثناء هذا الموسم، يعرف الفريق بداية متعثرة لأسباب داخلية حالت دون انطلاقة صحيحة. الفريق يتوفر على طاقات بشرية. ومع بدء العمل سيتم ترتيب الأوراق، وأعتقد أن الفريق سيعود إلى التوهج في أسرع وقت.

> راجت أخبار عقب زيارتك للجزائر مفادها أنك لن تعود ما أثار مخاوف لدى مسؤولي شباب بلوزداد، ما رأيك؟
>> للأسف .. أتعرض باستمرار لإشاعات مغرضة تسيء لصورتي الشخصية. وبدل الحديث عن سفري إلى الجزائر، وما حظيت به من استقبال مميز مقرون بالاحترام والتقدير من لدن الجميع خاصة جمهور الفريق، فوجئت بأخبار تتحدث عن رفضي وعدم رغبتي في التعامل مع الفريق.
راجت هذه الأخبار رغم أنني وعدت بالعودة يوم الخميس إلى الجزائر لأبدأ عملي. كما أنني أكدت رضاي على الاتفاق الذي تم إبرامه معه مسؤولي شباب بلوزداد. عدت إلى المغرب بهدف ترتيبي أمور العائلية والإدارية لا غير. لكن الإشاعات زرعت الشك والتخوف لدى مكونات الفريق الجزائري حول ما اتفقنا عليه وإمكانية عدم التزامي بالاتفاق. المهم أن شباب بلوزداد ظل متشبثا بالاتفاق. وها أنا أعود لأستهل تجربتي الجديدة.

> ماذا تمثل لك هذه التجربة في مسارك المهني كمدرب سبق له تدريب المنتخب الوطني وأندية وطنية؟
>>  مساري وإنجازاتي كمدرب أو لاعب تشرف اللاعبين والمدربين المغاربة. وكل لاعب أو مدرب فهو بمثابة سفير للعبة في بلاده. وأنا أول مدرب مغربي يشرف على تدريب فريق جزائري. وأعتبر نفسي سفيرا رياضيا للمغرب، وسأعمل على تشريف صورة بلدي وتمثيل الأطر المغربية خير تمثيل. وأدرك أن الرياضة قادرة على إصلاح ما تفسده السياسة. الحمد لله وجدت ترحيبا كبيرا من طرف الجمهور الجزائري. الكل يعرف أخلاقي ومستواي، وأعد المغاربة بأنني سأترك صورة رائعة في الساحة الرياضية بالجزائر.

> كيف ترى المنتخب الوطني في مشواره القاري سواء بتصفيات كأس العالم روسيا 2018 أو كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون؟
>> لا عذر للمنتخب الوطني ما دام يتوفر على الإمكانيات البشرية. وحتى بعض المشاكل السابقة كالفرقة بين اللاعبين وغياب الانضباط، تمكنت من إصلاحها والدفع بالفريق في تجاه العمل الجماعي خلال تقلدي مسؤولية تدريب المنتخب الوطني. وقد نجحت في أن أخلق جوا من التآخي والمسؤولية. كان جميع اللاعبين يتأهبون للتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون والعمل من أجل الفوز باللقب مع التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.
حاليا لا خيار أمام المنتخب الوطني سوى العودة للمشاركة في المونديال مع تحقيق نتائج جيدة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون. الإمكانيات المرصودة للمنتخب الوطني كبيرة والثروة البشرية مميزة وبقاعدة واسعة من الاختيارات. قدمنا أشياء هامة في مواجهة منتخبات كبيرة مثل الأوروغواي. وبالتالي من المفروض أن يتأهل المنتخب الوطني إلى المونديال القادم. فالجمهور المغربي غير مستعد لتلقي صفعة أخرى، وهو يدرك أنه يتوفر على لاعبين كبار وإمكانيات مهمة وينبغي تدبيرها للمضي في الاتجاه الصحيح.

> هل يمكن أن تحدثنا عن فترة قيادتك لـ “أسود الأطلس”؟
>> شخصيا عندما غادرت المنتخب الوطني ابتعدت برأس مرفوعة وضمير مرتاح، ومن طالبوا بعودتي لتدريب “أسود الأطلس” وقفوا على وفائي بجميع التزاماتي. كما أن العمل الذي قمت به خلال سنتين تميز بالانضباط والتنافسية والحماس والمسؤولية، حيث لم يعد هناك مكان للانفلات. تركت أيضا قاعدة كبيرة من اللاعبين المتميزين، واستطعت إقناع أسماء مغربية بحمل قميص المنتخب الوطني بدل منتخبات مسقط الرأس. وضمنهم لاعبون متميزون كحكيم زياش. أرى أنني قمت بعمل جيد في ظرف سنتين وأتمنى أن تكون نتائج منتخبنا جيدة في الحاضر والمستقبل بالتأهل إلى مونديال روسيا وبلوغ المربع الذهبي على الأقل بدورة الغابون مطلع العام المقبل.

> كلمة أخيرة للجمهور المغربي ..
>> أدعو الجمهور إلى المساندة اللامشروطة للمنتخب الوطني في جميع مبارياته لأنه يمثلنا جميعا. كما أشكر المغاربة على حبهم وإخلاصهم ودعمهم لي، وبالأخص عندما طالبوا بعودتي لتدريب المنتخب الوطني. وإليه أقول اليوم إنني لم أخذله عندما تحملت المسؤولية. كنت وفيا بالتزاماتي، وإن شاء الله عندما تتاح فرصة أخرى سنحقق معا إنجازات أخرى.

حاوره: محمد أبو سهل

عدسة: عقيل مكاو

Related posts

Top