مرة أخرى الرجاء بمفترق الطرق ؟

تأكد مرة أخرى، أن استقالة جواد الزيات من رئاسة نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، قرار لا رجعة فيه.
جاء ذلك خلال اجتماع، جمع الأسبوع الماضي الرئيس بمجموعة من المنخرطين، ورغم كل المحاولات التي بذلت من أجل تنيه عن الاستقالة، إلا أنه أصر على المغادرة، وهو الموقف الذي سبق أن عبر عنه لأول مرة، خلال اجتماع المكتب المسير المنعقد منذ حوالي أسبوعين.
يحدث هذا في وقت اعتقد الجميع أن النادي وجد أخيرا طريقه نحو الاستقرار المطلوب، بعد سنوات من التخبط داخل أزمة سببها تسيير عشوائي للرئيس السابق محمد بودريقة ومن معه، عشوائي نسف كل ما بني خلال سنوات من العمل والتخطيط، بفضل الأطر التي تعاقبت على تدبير هذا النادي العريق.
بعد مجيء الفريق الذي يقوده الزيات، ومساهمة وازنة لمجموعة من مكونات النادي، وخاصة ما يسمى ب”الحكماء”، ساد الاعتقاد أن الرجاء عادت للطريق الصحيح، الذي يمكن من إعادة هيكلته، إداريا، ماليا، تقنيا، إلى أن جاءت مستجدات بداية هذا الموسم، لتعكر صفو ما بذل من مجهود لا يستهان به.
والغريب أن ما أنجز من عمل لا يمكن أبدا تجاهله، والدليل النتائج الإيجابية التي تحققت خلال الثلاث سنوات الأخيرة، إلا أن الهجوم الذي يشن على جواد الزيات غير مبرر، يعطي انطباعا سيئا للغاية حول مصير كل شخص يتجرأ على دخول عالم التسيير الرياضي، في ظل محيط فاسد، وموبوء على جميع المستويات.
ففي غياب القانون القادر على حماية المسير، يظل الوسط مفتوح أمام كل الانزلاقات، مع ما يشهده من تسيب وفوضى وفساد، فالزيات الإطار المكون على أعلى مستوى، والقادم من عالم المال والأعمال، تحول في نظر بعض التافهين إلى مجرد، “كونتابل” بإحدى الشركات، وكأن مهمة المحاسبة مهمة سهلة، لا تتطلب كفاءة وخبرة وتجربة، مع أن صاحبنا أكد كفاءة عالية بأكبر المؤسسات الوطنية والدولية.
غريب حقا ما يحدث، خاصة عندما يتحول ممن يصنفون أنفسهم ب”محبي” فريق معين، إلى أداة للتخريب وخدمة أجندة معينة، والدخول في مساومات لبلوغ أهداف خاصة، ولو على حساب مصلحة الفريق واستقراره.
والآن، وبعد التأكد من رحيل الزيات، كل المكونات تجد نفسها مدعوة للبحث عن رئيس جديد، قصد قيادة سفينة الفريق، ومواصلة مسلسل الإصلاحات، وجعل الخضراء بعيدة عن أي هزة من الهزات العنيفة التي قد تعيد الأمور مرة أخرى إلى نقطة الصفر.
من بإمكانه قيادة الرجاء في المرحلة القادمة؟ ومن يجد في نفسه القدرة على تحمل الضغط؟ ومن سيحظى بالإجماع على الأقل في هذا الظرف الدقيق؟ كلها أسئلة تخيم بظلالها على أجواء ناد مرجعي خلق ليكون دائما ضمن الكبار.

>محمد الروحلي

Related posts

Top