قبيل يومين من المؤتمر الوطني الحادي عشر للمؤتمر الوطني عشر، يستعد مئات المناضلات والمناضلين للالتحاق يوم الجمعة المقبل بمركب مولاي رشيد ببوزنيقة من أجل افتتاح المؤتمر الوطني الذي يطرح الكثير من التحديات والرهانات ويرفع الأفق نحو “بديل ديمقراطي تقدمي”.
اللمسات الأخيرة التي يجري وضعها على مختلف التحضيرات لإنجاح المؤتمر، سبقتها تحضيرات واسعة بمختلف جهات المملكة، من شمال المغرب إلى جنوبه، ومن الشرق إلى الغرب، مناضلات ومناضلين اجتمعوا في إطار مؤتمرات إقليمية لإفراز قيادات جديدة ولانتداب المؤتمرات والمؤتمرين واختيار أعضاء وعضوات اللجنة المركزية.
هذه المؤتمرات التي تشكل اللبنة الأساسية والقاعدة الرئيسية التي يقوم عليها المؤتمر الوطني، كانت من الرهانات التي طمح مناضلات ومناضلي الحزب لتحقيقها وإنجازها في الآجالات اللازمة، حيث جرى خلال الأسابيع الماضية وإلى حدود يومه الأربعاء تأطير عشرات المؤتمرات الإقليمية وتجديد الهياكل في مختلف الجهات والأقاليم ووضع لوائح المنخرطات والمنخرطين وفرز المؤتمرات والمؤتمرين ومن ضمنهم أعضاء اللجنة المركزية المقترحين للسنوات الأربع المقبلة.
المكتب السياسي واكب هذه الدينامية، عبر الإشراف على مختلف المؤتمرات التي تم تنظيمها على الصعيد الوطني، حيث أطر ممثلون عنه كل هذه المحطات الجهوية والوطنية عل امتداد ربوع المملكة بجهاتها الإثنى عشر، وذلك بغية تحقيق النجاعة المطلوبة تنظيميا من أجل إنجاح محطة المؤتمر التي تعد من المحطات الهامة في المشهد الحزبي خاصة وفي المشهد السياسي عموما.
في هذا الصدد، قال مصطفى عديشان عضو المكتب السياسي ورئيس لجنة الانتداب المنبثقة عن اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر والذي أشرف على انعقاد عشرات المؤتمرات بأقاليم مختلفة، والتي كان آخرها إقليم السمارة بجهة العيون – الساقية الحمراء، (قال) إن هذه الدينامية هي دينامية طبيعية قبل انعقاد أي مؤتمر وطني، بحيث يجري تجديد الهياكل وإفراز القيادات الإقليمية والمحلية والتوجه بشكل جماعي نحو ما هو وطني من أجل الخروج من المؤتمر المرتقب برهانات كبرى وبروح جديدة تتماشى ومبادئ الحزب وقيمه ووزنه السياسي.
وأضاف عديشان، في تصريح لـ “بيان اليوم” أن الدينامية التنظيمية خلال هذه المرحلة وفي ظل الظروف التي انعقدت فيها، والتي يطغى عليها أزمة السياسة وأزمة الثقة، وما يرافق الصعوبات التي تواجه المشهد السياسي الحالي، تبقى دينامية قوية، إذ استطاع الحزب من ضخ دماء جديدة واستقطاب طاقات في مجالات مختلفة ومن مختلف الأوساط والشرائح المجتمعية.
وعبر عديشان عن افتخار حزب التقدم والاشتراكية بهذه الدينامية التي واكبت عملية التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر، والتي مثلت تحديا كبيرا، منوها في هذا الصدد بجميع المناضلات والمناضلين بمختلف الفروع المحلية والإقليمية والجهوية والمنظمات الموازية، وعلى مستوى اللجنة المركزية والمكتب السياسي التي واكبت وانغمست في هذه الدينامية التحضيرية للمؤتمر المرتقب افتتاحه بعد غد الجمعة.
ولفت عضو المكتب السياسي المذكور إلى أن الأجواء التحضيرية ما تزال مستمرة بالمقر الوطني وكذا بمختلف الهياكل الأخرى والمنظمات الموازية، مبرزا الدينامية المتصاعدة من أجل حسم مختلف الجوانب قبل ساعة الانطلاق، إذ توقف في هذا الإطار على العمل والجهود المتواصلة من أجل إنجاح هذه المحطة الوطنية الهامة.
وبالنسبة للحسم في مختلف الهياكل التنظيمية على الصعيد الوطني، أوضح عديشان أنه جرى عقد عشرات المؤتمرات الإقليمية خلال هذا الأسبوع والأسابيع السابقة، مشيرا إلى أنه تبقى فقط مؤتمرين إلى ثلاث مؤتمرات سيجري عقدها في حدود يومه الأربعاء قبل التوجه للمؤتمر يوم الجمعة.
وبعدما توقف عند ما تم ملامسته من طاقات جديدة من خلال القراءة الأولية في لائحة المنخرطات والمنخرطين الجدد وكذا المؤتمرات والمؤتمرين المرتقب مشاركتهم في المؤتمر أيام 11/12/13 نونبر الجاري ببونيقة، قال عديشان إنه من الطبيعي أن تواجه أي دينامية كيفما كانت مجموعة الصعوبات، والتي أوضح أنها تمثلت بالأساس في صعوبة عقد جميع المؤتمرات الإقليمية في ظرف زمني وجيز، إذ لم يكن من الممكن عقدها خلال فصل الصيف بالنظر لإكراهات تتعلق بالتحاق كافة المناضلات والمناضلين الذين كان بعضهم في وقت عطلة، ثم بعدها فترة الدخول المدرسي وما يرافق ذلك من صعوبات، مبرزا أن عامل الوقت كان من المشاكل التي كانت مطروحة على الحزب والتي جرى تجاوزها بتضحية المناضلات والمناضلين والإصرار الجماعي على إنجاح محطة المؤتمر الوطني العاشر.
من ضمن الصعوبات والتحديات المطروحة كذلك، هو الحفاظ على الزخم التنظيمي، حسب عديشان، عبر تكوين الطاقات الملتحقة وفق تصورات الحزب، وخصوصا فئة الشباب، ومواكبة عمل مختلف الفروع بعد المؤتمر، وإعطاء نفس سياسي للنضالات المحلية قصد إعادة الاعتبار للعمل السياسي وإعطاء العمل الحزبي تميزه وخصوصيته، مشيرا إلى أن طموح الحزب في وضع بصمته السياسية المتميزة على عمل مختلف المناضلات والمناضلين وتمكينهم من حمل أفكار وتوجهات الحزب على الصعيد المحلي وكل ما يتعلق بالتدبير السياسي والنضال الوطني.
ويرى عديشان، في نهاية تصريحه، أن المؤتمر الوطني الحادي عشر، سيكون محطة وطنية هامة، بنفس قوي وبزخم تنظيمي متميز، ستجعل السنوات الأربع المقبلة التي تلي المؤتمر محطة عمل برهانات وطموحات كبرى، داعيا إلى السير على هذا النهج المتميز الذي طالما ميز حزب التقدم والاشتراكية وميز مناضلاته ومناضليه الذين ما تزال أسماءهم يخلدها التاريخ.
< محمد توفيق أمزيان