معارضة يائسة…

تم، مساء الأربعاء الماضي، انتخاب أنيس محفوظ رئيسا لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، ليخلف رشيد الأندلسي، الرئيس الذي يمكن القول إنه غادر منصب المسؤولية برأس مرفوع، وظهر ذلك من خلال وقوف كل مكونات الجمع العام تقديرا للدور الذي لعبه إلى جانب فريق العمل الذي رافقه.
فوز محفوظ جاء بعد منافسة مع كل من الخلفاوي والرامي. منافسة ظهر، بعد عملية فرز الأصوات، أنها لم تكن أبدا متكافئة، حيث جاء الرئيس الجديد في المقدمة بمجموع 95 صوتا، بينما احتل جمال الدين الخلفاوي المرتبة الثانية ب 44 صوتا، وفي الصف الثالث رضوان الرامي ب 17 صوتا فقط، مقابل 3 أصوات ملغاة.
التنافس عن طريق اللائحة، أعطى لهذه المحطة الانتخابية زخما خاصا، كما أن النقاش الذي سبق الجمع العام، والطريقة التي قدم بها الوكلاء الخطوط العريضة لبرامج العمل، والمشاريع المزمع الانكباب عليها، أعطى للحدث تفردا غير مسبوق على الصعيد الوطني.
وهناك إجماع على أن جمع الرجاء مر في جو من الوضوح والشفافية والديمقراطية، وعليه كان على كل الأطراف القبول بالنتيجة التي أفرزتها صناديق الاقتراع، وهذه قمة الروح الرياضية، إلا أن خروج بعض الأصوات عن هذا السياق، أو الإجماع، خدش نوعا ما هذه الصورة الايجابية التي قدمها هذا الجمع.
فالغريب حقا هو أن يطعن البعض في نتائج جمع ساهم في إعداده، كما وافق على الطريقة التي جاء بها، ليخرج في الأخير بتصريحات تخالف الإجماع الذي اهتدى إليه برلمان الفريق بأغلبية الساحقة، بعد أن رأى أغلب أعضائه أن لائحة محفوظ هي الأفضل، وتتوفر على مؤهلات قادرة على قيادة الخضراء في المرحلة القادمة.
لم يكتف بعض المعارضين بعدم تقبل النتيجة، بل راح يطعن في الشخص، وفي انتمائه، وفي أهليته، بل اتهم المنخرطين بالتأمر على الرجاء، واعتبار اختيار لائحة محفوظ خيانة.
فكيف يمكن قبول مثل هذه الاتهامات من طرف أشخاص، كانوا طرفا في كل مراحل الإعداد لهذا الجمع؟ ثم لماذا لم يطعنوا أصلا في ترشيح محفوظ منذ أن وضع ترشيحه ؟.
لماذا أيضا لم تقم القيامة عندما أعد اللائحة المرافقة له ؟ ولماذا لم يتم الترويج لكل هذه الاتهامات والقيام بهجوم مماثل قبل انعقاد الجمع ؟ .
المؤكد أن هؤلاء المعارضين وعلى قلتهم لم يكن يتوقعون فوز لائحة “البربيز “، وعندما فوجؤوا بالنتيجة، أصابهم سعار غريب.
من حق كل من له رأي مخالف أن يعبر عن رأيه، ومن لديه أدلة ومعطيات ملموسة وحجج دامغة، الإدلاء بها وفي الوقت المناسب، بعيدا عن الحسابات الضيقة.
الحقيقة هي أن الرجاء البيضاوي نجحت في تقديم جمع عام نموذجى يمكن الاقتداء به، فلأول مرة يتنافس المرشحون على أساس البرامج، وتصارع الأفكار والمشاريع، وهذا النجاح ساهمت فيه كل مكونات الرجاء، وبشكل جماعي غير مسبوق، وهذا ما على الرجاويين الافتخار به، بعيدا عن المصالح الشخصية وفردانية الربح والخسارة، وعدم التفكير أساسا في مصلحة ناد يعشقه الملايين.

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top