مغامرة السلامي

اكتفى المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم، والذي ضمن مسبقا تأهله إلى دور ربع منافسات النسخة الخامسة لكأس أمم إفريقيا للمحليين، أول أمس الأحد، بتعادل سلبي أمام المنتخب السوداني الذي خاض المباراة باحتراس كبير، وسعى إلى تفادي الهزيمة أكثر من البحث عن نتيجة الانتصار.
فضل الإطار الوطني جمال السلامي خلال هذه المباراة الثالثة والأخيرة عن دور المجموعات، الاعتماد على تسعة لاعبين ظلوا خلال مباراتي موريتانيا وغينيا بدكة الاحتياط، وهو اختيار اتفق معه البعض وانتقده الكثيرون، خاصة الجمهور الرياضي البيضاوي الذي حل بكثافة لمتابعة اللاعبين الأساسيين المنتميين لفريقي الرجاء والوداد البيضاويين.
من الناحية التقنية يبقى الاعتماد على الاحتياطيين في نظر أصحاب الاختصاص مسألة مقبولة، مادام الأمر يسمح بتدوير اللاعبين وإراحة العناصر التي لعبت مباراتين، وإخضاع المصابين للعلاجات الضرورية تحسبا لقوة باقي المواجهات، خلال المراحل المتقدمة من (الشان).
بيد أن للجمهور رأيا آخر، وهو الذي جاء لمركب محمد الخامس ضاربا بعرض الحائط كل الدعوات المطالبة بمقاطعة تظاهرة قارية تنظم على أرض المغرب، وهو موقف فيه الكثير من السلبية وردة فعل مجانبة للصواب.
جاء الجمهور بكثافة على أمل مشاهدة عرض قوي للأسود، لكن الأمل خاب، في ظل الارتباك الذي طرأ على اللاعبين المعتمد عليهم، ولم نشاهد بالتالي عرضا مقبولا، حيث كثرت التمريرات الخاطئة وقلت الفرص وتباعدت الخطوط وطغت العشوائية في أغلب الفترات.
وكان من الممكن أن يتحرر الفريق في الشوط الثاني، لو تمكن أشرف بنشرقي من تسجيل هدف السبق عن طريق ضربة جزاء، إلا أنه أضاعها بكثير من الرعونة، خاصة في مواجهة حارس سوداني مجرب، لديه الكثير من الثقة بالنفس والخبرة.
ضياع ضربة الجزاء من طرف بنشرقي، يؤكد الحالة النفسية الصعبة التي يمر منها، والضغط الذي يعيشه هذا اللاعب الواعد، في ظل الحديث عن إمكانية انتقاله للدوري السعودي، انتقال أثار الكثير من اللغط والتداعيات، وأثر مباشرة على ذهنية اللاعب، بل أفقده التركيز المطلوب، والدليل أن بنشرقي الذي تابعناه جميعا ونال الكثير من عبارات التقدير والإعجاب بعصبة الأبطال الإفريقية، ليس هو بنشرقي الذي تابعناه سواء بمونديال الأندية بالإمارات، أو خلال مباريات البطولة الوطنية الاحترافية.
غامر السلامي إذن باختياره الحل الأصعب، والمدرب الذي لا يغامر لا يسلك طريق النجاح، وربان المنتخب المحلي “حسبها صح” بإراحته الأساسيين، وتفادي مواجهة أقوى منتخبات المجموعة الثانية، أي المنتخب الزامبي المحتل للصف الأول، والمتقدم بفارق الأهداف عن منتخب ناميبيا الذي يمكن اعتباره مفاجأة (الشان) بتحقيقه انتصارين متتاليين بنفس الحصة الصغيرة (1-0)، سجلا معا في الدقائق الأخيرة من مباراتيه أمام كل من الكوت ديفوار وأوغندا.
وبالنظر إلى الفارق في المستوى، فلا نعتقد أن ناميبيا ستزعج زامبيا في آخر مباراة عن مجموعة مراكش، والتي جرت مساء أمس الاثنين بالملعب الكبير، والمنطق يقول إن المنتخب الزامبي سيحافظ على المرتبة الأولى، حتى ولو اكتفى بنتيجة التعادل، نظرا لأفضلية فارق الأهداف.
تأهل المنتخب المغربي المحلي للدور القادم وهو متصدر لمجموعته، يمنحنا الأمل في مواصلة المشوار بنجاح، وتحقيق أمل الجمهور الرياضي الطامح إلى معانقة لقب قاري يسمح بمواصلة أفراح سنة 2017، والمؤمل هو عودة الجمهور النوعي الذي تعودنا عليه بمركب محمد الخامس.

محمد الروحلي

Related posts

Top