مكافأة ذات طابع استعجالي…

انطلقت أمس بطنجة، منافسات كأس العالم للأندية في كرة القدم، بمشاركة نخبة من أبرز الأندية على صعيد القارات الخمس.
والأكيد ان الأنظار ستتركز على بلد يسخر كل إمكانياته، من أجل توفير كل شروط المطلوبة، ضمانا لنجاح حدث دولي هام، يسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلى تحويله، إلى موعد للإثارة والفرجة ومتعة كرة القدم.
وتعد النسخة التي يستضيفها حاليا المغرب، آخر دورة بالشكل الحالي، إذ تقترح الفيفا مجموعة من المشاريع والصيغ، لجعل الموندياليتو موعدا قارا في مواعيده، يجمع أبرز الاندية على الصعيد العالمي، كما هو الحال بالنسبة للمونديال الخاص بالمنتخبات، الذي سيجرى خلال سنة 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك ب 42 منتخبا، عوض 32، بينما يوجد اقتراح يقضي بإجراء مونديال الأندية ب 32 ناديا.
وبهذا يكون المغرب قد دخل التاريخ مرة أخرى، بتسجيل احتضانه آخر دورة بالصيغة القديمة، صيغة تلاقي الكثير من الانتقادات، بحكم عدم تكافؤ الفرص بين كل الأندية، إذ لا يعقل ان يتم تأهيل ممثلي أوروبا وأمريكا اللاتينية مباشرة لنصف النهاية، على حساب ممثلي باقي القارات…
جاهزية المغرب لاحتضان أية تظاهرة رياضية، كيفما كان حجمها أو قيمتها، كان عاملا حاسما، في مسألة اختياره في آخر لحظة، لاحتضان هذه التظاهرة؛ فقبل ثلاثة أشهر فقط، كانت الفيفا في موقف حرج، بعدما ساد الاعتقاد بأن الموندياليتو سيتم إلغاؤه، بسبب عدم وجود مرشحين لاحتضانه.
والمجهود الذي بذله المغرب في ظرف قياسي، استجابة لرغبة الفيفا، وذلك بتسخير كل الإمكانيات المطلوبة، وعدم التردد في تلبية النداء، فلابد وأن يوازيه مقابل في مستوى كل هذه التضحيات، وما بذل ويبذل، من مجهود خرافي في زمن قياسي…
والأكيد أن أول مقابل يمكن أن يكافأ به المغرب، هناك كأس إفريقيا للأمم سنة 2025، مع أن طموحه كان دائما هو احتضان المونديال الخاص بالكبار، وترشح ستة مرات، دون أن يلاقي الإنصاف المطلوب.
نسخة 2025 الخاصة ب»الكان»، كثر حولها فجأة الكثير من اللغط والتنافس غير المنطقي، إلى درجة يخيل للمرء أننا أمام ترشيح لاحتضان كأس العالم.
والأكيد أن مجرد ذكر اسم مرشح قوي حول الأمر أشعل نار الفتة، وجعل البعض يتمادى في معاداته للمغرب، ومحاربة رغبته، وجعل الترشيح بالنسبة له مسألة حياة أو الموت، مع أن الترشح لدورات «الكان»، كانت تمر عادة دون أن تقام حولها كل هذه القيامة.
المغرب جاهز على جميع المستويات، لا يهمه من يترشح أو من ينافسه، معتمدا على ثقة الأجهزة الرياضية عربيا وقاريا ودوليا، واثقا من إمكانياته، مستندا على دعم أصدقائه الكثر ، وعلى علاقاته الواسعة، المبنية على التقدير المتبادل، والتعاون المثمر، لما فيه خير الجميع، وفق مبدأ أساسي بالنسبة له، ألا وهو « «رابح – رابح…».

محمد الروحلي

Related posts

Top