منتدى المناصفة والمساواة وفرقة “زيسلي آرت” يعرضان مسرحية “حمام العيالات”

نظم منتدى المناصفة والمساواة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والاتصال، عرضا لمسرحية “حمام العيالات”، لفرقة “زيلي آرت” من إخراج الفنانة لطيفة أحرار، وتشخيص السعدية لاديب، وخلود البطيوي، وفاطمة بوجو، ونورا قريشي، وسكينة لفضايلي، وماجدة زبيطة، مساء يوم الجمعة الماضي، بمدرج علي يعتة بمقر حزب التقدم والاشتراكية بالرباط.
مسرحية “حمام العيلات” التي تابعها جمهور واسع ملء مدرج “علي يعته”، هي من جهة عبارة عن لحظة استرجاع لزمن جائحة “كوفيد 19” وما ترتب عنه من حجر صحي وإغلاق شامل كان له الأثر السلبي على كل مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهي من جهة مرآة عاكسة لواقع اجتماعي بكل تناقضاته الطبقية، وتدور أحداثها في قالب كوميدي داخل “الحمام” الخاص بالنساء، الذي يعتبر في المخيال الجمعي المغربي، نقطة التقاء بين أفراد المجتمع قد يكونون من الأسرة الواحدة والأصدقاء، وقد لا يجمع بينهم أي رابط، لكن المكان “أي الحمام” يبقى ، فضاء للتفريغ وللنقاش في مواضيع مختلفة خاصة تلك المواضيع الاجتماعية، وكل ما يتعلق بالأسرة والأبناء وقضايا الحي “الحومة”.


لكن الحمام في هذه المسرحية التي هي من فكرة الفنانة خلود البطيوي وأنس العاقل، بتأليف جماعي، هو “حمام العيالات” بكل حمولاته الشعبية، حيث عرف في المخيال الشعبي المغربي بأنه فضاء للثرثرة والحديث في أعراض الناس، وكل ما هو سلبي ودون فائدة، وقد وظفت المخرجة لطيفة أحرار للإحالة على هذا الواقع في قالب كوميدي، ما يعرف بـ”الكلاسات” أو “الطيبات” كوظيفة رئيسية في الحمام، ومركز الحكي، والانتقال من وضعية إلى أخرى للكشف عن معاناة المعيش اليومي.
ورغم أن “الحمام” في المسرحية هو “حمام” عصري أو ما يعرف بـ “SPA” لكن مضمونه لم يخرج عن سياق الحمام الشعبي أو “حمام الحومة”، مع إضافة تتمثل في نوعية الطبقة الاجتماعية التي تقصد هذا النوع من الحمامات، وهي الطبقة البورجوازية التي تلتقي بعاملات الحمام “الكلاسات” اللواتي هن من الطبقة الفقيرة، والغاية من إقحام الطبقية في هذا الفضاء هو إبراز حجم التناقضات التي يعرفها المجتمع المغربي.
لقد وظفت المخرجة لطيفة أحرار في رؤيتها الإخراجية تقنية لغة الجسد من خلال الرقص، والضحك والقلق والحزن وغيرها من التعابير الغير لفظية التي تجسد لغة الجسد في المسرح، كواحدة من أهم استراتيجيات التعبير الجسدي وباعتبارها وسيلة التواصل مع الجمهور ونقل الأفكار والأحاسيس التي كانت في كل أطوار هذا العرض المسرحي، مضطربة وحاولت الفنانة لطيفة أحرار أن تخفي هذا الاضطراب باللجوء إلى الغناء والرقص.
من جانب آخر، فقد كسرت لطيفة أحرار أفق انتظار الجمهور المتفرج الذي جاء ليكتشف عالم النساء داخل الحمام، وما ينطوي عليه ذلك من خلفيات مجتمعية، مستندة على المأثور الشعبي الذي يختزن الكثير من الحكايات عن “حمام العيالات” وتمكن من جره إلى عالم آخر غير ذاك الذي كان ينتظره، في مشاهد مسرحية بأداء وتشخيص ممتع لشخصيات تنتمي لواقع يشبهنا، حاولت أن تخاطب فينا الذكاء الجماعي.
يشار إلى أن مسرحية “حمام العيالات” لفرقة “زيلي آرت” هي بشراكة مع مسرح محمد الخامس، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، هي من إعداد و إخراج لطيفة أحرار، بمساعدة خلود البطيوي التي هي في نفس الوقت، صاحبة الفكرة إلى جانب أنس العاقل على أن النص هو تأليف جماعي، والسينوغرافيا والملابس لبدرية الحساني، في الإنارة لطارق الربح، والمحافظة لزكرياء البوعناني، وتكلف بإدارة الإنتاج عبد القادر بوزيد.

< محمد حجيوي
< تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top