من قتل حاكم جماعة سيدي العايدي؟

الحلقة الثالثة

جريمة قتل بسطات.. ضحيتها دفن مرتين والجناة أحرار

غالبا ما تسجل بعض جرائم القتل وغيرها من الجرائم، ضد مجهول، في حال عدم تمكن مصالح الشرطة القضائية، من تحديد هوية الجاني أو الجناة، وبالتالي يتم حفظ الملف من طرف النيابة العامة، إلى حين ظهور معطيات جديدة. لكن في بعض القضايا، يبدو أن هناك أشخاصا في مواقع المسؤولية، يرتكبون أخطاء دون محاسبتهم، وآخرين يحمون المتهمين، ويبعدونهم بكل الطرق عن المساءلة القضائية وبالتالي الإفلات من العقاب.
فرغم مرور حوالي 16سنة، على وقوع جريمة قتل بسطات، ذهب ضحيتها الحاج أحمد نبيه، حاكم جماعة سيدي العايدي لعقدين من الزمن، ماتزال عائلته، في سباق مع الزمن، من أجل كشف خيوط هذه الجريمة، التي يختلط فيها الانتقام بالسطو على أملاك الغير، وهي الجريمة التي يتداولها الرأي العام المحلي، إلى اليوم، في انتظار تحديد هوية الجناة.  ومؤخرا، وقع أعضاء من الكونغرس الأمريكي ينتمون إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي، نداء، أطلقته جمعية حقوقية أمريكية، للكشف عن المتورطين في هذه الجريمة، وقبل ذلك، طرحت هذه الجريمة أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورغ.
ولم تتوقف أسرة الفقيد، منذ وقوع الجريمة، إلى حد اليوم، في طرق جميع الأبواب، من أجل الكشف عن الحقيقة، حيث توصل كل وزراء العدل الذين تعاقبوا على إدارة وزارة العدل منذ وقوع الجريمة سنة 2000 بملف متكامل عن الجريمة، كما أن الملف كان موضوع تحقيق، من طرف ثلاثة قضاة للتحقيق بمحكمة الاستئناف بسطات، دون أن يتم الكشف إلى الجناة، وما يزال الملف حاليا لدى قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسطات.
ولتنوير الرأي العام الوطني، بتفاصيل هذه الجريمة، في أفق الكشف عن الجاني أوالجناة، عقدت بيان اليوم، لقاءات متعددة، مع بعض أفراد عائلة الفقيد، كانت مناسبة للوقوف عن قرب عن كل الخبايا والمسكوت عنه في هذه الجريمة، وكذا الأدلة القاطعة التي تتشبث بها عائلة الفقيد، حيث توجه اتهاما مباشرا لبعض الأشخاص في هذه الجريمة، وتكشف بالملموس وبالواضح سجلهم الإجرامي من جهة، والتقصير الذي طال ملف البحث والتحقيق، خصوصا من طرف مركز الدرك الملكي بسطات.
إن قراءة سريعة لهذه القضية التي ننشرها على شكل حلقات، تكشف لمن يسعى فعلا إلى إظهار الحق، أن الحقيقة ساطعة، وأن ما ينقص فعلا، هو الإرادة القضائية لدى المسؤولين القضائيين بمحكمة الاستئناف بسطات، من أجل طي هذه القضية، وتقديم المتهمين أمام العدالة، إنصافا لعائلة الراحل.

 الدرك الملكي يستمع إلى زوجة الضحية وأشخاص آخرين 

كانت مكريم السعدية، المزدادة سنة 1932 بسطات، زوجة الراحل الحاج أحمد نبيه، أول من استمعت لها مصالح الدرك الملكي بسطات يوم 25 يوليوز 0 200، على الساعة الثالثة بعد الزوال،) محاضر الاستماع. عدد 334 / 2000(، حيث أفادت في تصريحها، أن زوجها الهالك كان يشتغل في الفلاحة وتربية الماشية، ويملك ضيعتين، الأولى تقع بمزارع دوار أولاد المعرفي، موالين الواد بجماعة تمدروست، قيادة المزامرة، والثانية تقع بمزارع دوار الدلادلة جماعة سيدي العايدي، قيادة المزامرة، دائرة وعمالة سطات.
وأضافت أنه في يوم 24 يوليوز 2000، حوالي الساعة الخامسة مساء، وبعد أدائه لصلاة العصر، غادر زوجها الهالك الحاج أحمد نبيه المنزل بمدينة سطات، وتوجه على متن سيارته الشخصية، نوع ميتسوبيشي إلى ضيعته الكائنة بدوار أولاد المعروفي ليتفقد ماشيته كالعادة، إلا أنه لم يلتحق بالمنزل بعد ذلك، ولم يقض ليلة 24 يوليوز بمنزله، مما دفعها بالبحث عنه في مستشفى سطات أو عند أفراد العائلة أو بالضيعتين معا، لكن بدون جدوى. وفي ردها على أسئلة عناصر الدرك الملكي، قالت إن زوجها لم يسبق له أن قضى الليل خارج المنزل، وكان يدخل إلى البيت قبل صلاة العشاء، ولا تعرف إن كان له أعداء لهم علاقة بعمله كحاكم جماعي.
في نفس اليوم، أي 25 يوليوز من سنة 2000، واصلت مصالح الدرك الملكي بسطات، حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال، الاستماع إلى المسمى غرداني محمد بن عيسى بن المعطي، الذي كان يشتغل حارسا بضيعة الضحية الكائنة بدوار أولاد المعروفي، حيث أفاد في تصريحاته، أن الضحية حضر يوم 24 يوليوز حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء، على متن سيارته الشخصية نوع ميتسوبيشي، وتفقد قطيع الغنم، قبل أن ينصرف حوالي الساعة السادسة مساء، على متن نفس السيارة، في اتجاه ضيعته الثانية الكائنة بدوارالدلادلة والتي تبعد بحوالي عشر كيلومترات. فيما صرح المصرح الثاني، محمد بن لكبير بن قاسم، الذي يشتغل مسيرا لدى الضحية في ضيعته الثانية الكائنة بدوارالدلادلة، أن الراحل حل بالضيعة وحيدا، يوم 24 يوليوز حوالي الساعة السابعة والربع مساء، وبقي بالضيعة إلى حين أدائه لصلاة المغرب، قبل أن يغادر الضيعة حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء، في اتجاه مدينة سطات، عبر طريق ترابي المؤدى للطريق المعبدة. وأفاد أيضا، ألا أحد رافق الضحية، حيث غالبا ما كان يرافقه العامل المسمى باجي رحال، حيث يركب هذا الأخير بالصندوق الخلفي للسيارة، وعند وصوله بمحاذاة دوار غرابة الكائن بجانب الطريق الوطنية، ينزل، ثم يتابع الضحية طريقة في اتجاه منزله بمدينة سطات. وأوضح في هذا الصدد، أن العامل المذكور، غادر الضيعة يوم الإثنين 24 يوليوز حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، ليلتحق بمسكنه، كونه أصيب بتوعك بظهره، الشيء الذي جعل الضحية يغادر الضيعة وحيدا. أما باقي مصرحي المحضر، ويتعلق الأمر بالحافظي بوشعيب بن علي بن بوشعيب، المداوي عبد الجليل بن المحجوب، وغبري المكي بن البوخاري بن المكي، فجاءت تصريحاتهم مطابقة لتصريح محمد بن لكبير بن قاسم.

 إعداد: حسن عربي

Related posts

Top