قرر القائمون على تنظيم مهرجان حب الملوك، أن ينزعوا عن شيخ المهرجانات الوطنية، عباءة السياسة ليرتدي عباءة المجتمع المدني، لينتقلوا به من التنظيمي القائم على الهواية إلى الاحتراف، وذلك من خلال إحداث “مؤسسة كرز لتثمين وصيانة مهرجان حب الملوك” وهي جمعية مدنية عهد إليها تنظيم المهرجان انطلاقا من دورته السادسة والتسعين.
وقد أكد جمال الفيلالي رئيس المجلس الجماعي لمدينة صفرو مؤخرا، في ندوة صحفية بالرباط، خصصت لإعطاء الانطلاقة للمهرجان في نسخته السادسة والتسعين والتي ستنطلق يوم 26 ماي الجاري وتستمر إلى غاية 29 منه، (أكد) أن الغاية من هذه الخطوة هي إخراج المهرجان في حلة جديدة وجذابة تعيد لشيخ المهرجانات الوطنية شبابه ورونقه، وتعيد الاعتبار لمدينة صفرو التي لم تحظ بالرعاية الكافية.
وأورد جمال الفيلالي، في حديثه لوسائل الإعلام، أن التفكير في مؤسسة المهرجان من خلال خلق مؤسسة تسهر على ضمان استمرارية والارتقاء به إلى التنظيم الاحترافي لترفع عن الحسابات المصلحية والمناورات السياسوية والاعتبارات الضيقة، والقطع مع التنظيم الترقيعي والارتجالي، وإرساء حكامة جيدة يؤطرها دفتر التحملات الذي يستمد بنوده من الإستراتجية المعتمدة للإقلاع بالمهرجان.
وأضاف المتحدث، أن مؤسسة المهرجان “كرز” من شأنها تعزيز تنافسية وجاذبية المهرجان، لتقوية حضوره ضمن خارطة المهرجانات الوطنية، وذلك من خلال الاشتغال بمنطق المؤسسة سيمكن من الاشتغال على مدار السنة بعيدا عن العمل التطوعي الذي يفتقد للاحترافية، كما أن الاشتغال بالمؤسسة سيتيح الاشتغال بإدارة متفرغة ومتخصصة بإمكانيات مادية ولوجيستيكية.
من جانبه، أوضح عبد العزيز التقي العلوي رئيس مؤسسة “كرز” التي ستشرف على تنظيم المهرجان إلى جانب المجلس الجماعي وعمالة إقليم صفرو، أن الغاية من إحداث المؤسسة هي الارتقاء بالوعي الثقافي والاجتماعي وتعزيز الهوية الوطنية في إطار التدبير الجيد المرتكز على المسؤولية والحكامة والفعالية.
وأضاف عبد العزيز التقي العلوي، أن مؤسسة “كرز” حددت لنفسها مجموعة من القيم التي تروم إ ذكاء الشعور الوطني من خلال حضور هذا البعد في جميع أنشطة هذا المهرجان الذي يحظى بالرعاية السامية، ويصنف ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية من قبل اليونسكو، بالإضافة إلى البعد الكوني من خلال ضمان تمثيلية مختلف الثقافات في إطار قيم التعايش والتسامح والتنوع الذي ظل يميز مدينة صفرو عبر التاريخ.
وتسعى مؤسسة “كرز” حسب رئيسها التقي العلوي، في إطار برنامج متكامل إلى ضمان الولوجية لجميع الأنشطة التي يعرفها المهرجان من خلال تمكين جميع فئات المجتمع الصفريوي وكذا ضيوف المدينة من الاستفادة من مختلف فقرات المهرجان، بهدف رفع الوعي الثقافي والبيئي والحفاظ على الهوية الوطنية وعلى أصالة المهرجان.
وذكر عبد العزبز التقي العلوي، أن مؤسسة المهرجان، من خلال برنامج الدورة السادسة والتسعين، تهدف إلى تثمين المواهب المحلية في مختلف المجالات الفنية والإبداعية، وجعل المهرجان رافعة تنموية وسياحية للمدينة وتعزيز الإشعاع الوطني والدولي لمهرجان حب الملوك الذي حدد سقف غلافه المالي ما بين 2 و 3 مليار سنتم، وفق ما أكده عبد السلام بوهدون أمين مال مؤسسة “كرز” الذي أكد في الوقت ذاته على ضرورة الاشتغال على الدورة 97 مباشرة بعد اختتام دورة 2016 وذلك بهدف ضمان انخراط واسع للمستشهرين والداعمين للمهرجان.
وحضرت الندوة الصحفية فوزية الحرشاوي ملكة جمال مهرجان حب الملوك، في نسخته الماضية، والتي أكدت في كلمة لها بالمناسبة على دعمها لمؤسسة “كرز” مبرزة الأهمية التي تكتسيها هذه الخطوة التي تروم الارتقاء بأقدم مهرجان في المغرب إلى مصاف المهرجانات الكبرى.
وأضافت فوزية الحرشاوي التي حرصت على حضور مختلف الأنشطة الاجتماعية والرياضية التي شهدتها مدينة صفرو، منذ تتويجها ملك حب الملوك العام الماضين أن الدورة السادسة والتسعين، ستكون مميزة على جميع المستويات سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى البرمجة التي ستكون متنوعة وغنية بفقراتها.
محمد حجيوي