مهرجان “حلالة” العربي لفنون القول بالقنيطرة في دورته الأولى

 مع مفتتح الموسم الثقافي، جاء الحدث “مهرجان حلالة العربي الأول” تحت شعار “بالإبداع الأدبي والفني يلتحم الوطن”.

 وأطلق على هذه الدورة اسم مراد القادري؛ رئيس بيت الشعر بالمغرب، وفعالية جمعوية بامتياز، أثرى قصيدة الشعر العامي المغربي ببحوث وازنة وراكم منجزا شعريا هاما، ترجم جله لأكثر من لغة.

 وعن تجربة مراد القادري، تحدث كل من عبد الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب والأستاذ الباحث والناقد بنعيسى بوحمالة، وكل منهما أشار إلى خصاله الإنسانية الحميدة، وإلى سعيه الجاد في تكريس قصيدة زجلية عامية مغربية حديثة، بجمالية وبلاغة نافدة إلى المتلقي العام والخاص في آن، قصية مراد القادري متماهية مع الوجدان وشواغل الإنسان بشفافية ولغة يومية عارية، لها إيقاعاتها وبلاغتها المتميزة.

 وخلال المهرجان تم تكريم أحد رواد الأغنية المغربية، عباس الخياطي الذي جمع بين كتابة الكلمات والتلحين والغناء، ومن بين أغانيه الشهيرة “محلى الصيف محلاه ” وأغنية “خويا خويا يالغدي مسافر”، يعود له الفضل كأستاذ ومدير للمعهد الموسيقي بالقنيطرة، ويرجع له الفضل في اكتشاف طاقات إبداعية كرست في ما بعد في مجالات الطرب والعزف.

 وفي ذات الوقت، كرم الأديب محمد سعيد سوسان، وهو الفنان التشكيلي والشاعر والكاتب والمربي، وقد تخصص لعقود من الزمن في الكتابة المتخصصة للصغار والفتيان، وفازت إحدى قصصه بجائزة المغرب للكتاب، وحصل عل أوسمة تنوه بجهود التعليمية والأدبية والفنية.

  وبالمناسبة، شهدت قاعة مسرح جامعة ابن طفيل حفل تقديم وتوقيع ديوان “ترتوي بنجيع القصيد” للشاعر محمد عنيبة الحمري، وهو الديوان الفائز بجائزة المغرب للكتاب فرع الشعر، قدم الدكتور يحيى الشيخ الشاعر للجمهور، معرفا بشخصه وشعره، تلاها بسط مقاربة نقدية حول الديوان أنجزها الشاعر والقاص والصحفي سعيد منتسب موسومة بعنوان “تضميد الأشياء والأسماء” قرأتها بالنيابة الشاعرة ثريا الغريب، عقبتها مناقشة وتوقيع.

 ومن بين فقرات البرنامج الحافل، أدرجت ندوة حول رقصة “الكدرة” سيرتها أمية حيدر، وأطرها كل من الأساتذة الباحثين: محمد رمصيص وأنيس أمين وعيد السبيعي، تناولت المداخلات جوانب هذه الرقصة التراثية الغنية بالدلالات  بمناطقنا الصحراوية العزيزة والتي تدخل في نطاق الرصيد اللامادي لتراثنا الأصيل، وركزت  بالرصد والتحليل العلاقة بين الرقص والشعر أو تناغم الشعر بالجسد والرقص يقول شعرا بالجسد ، الهوية الصوتية لحرف “الكاف” ورقصة “الكدرة” ومقاماتها الصوفية، مع التركيز على حضارة “وادي نون” بالصحراء المغربية، وازدان اللقاء بتقديم الرقصة وقعتها مجموعة الشيخ ماء العينين الدرقاوي من مدينة كلميم .

 وشهد المركز الثقافي على مدى يومين، قراءات شعرية، تناوبت على إلقائها فعاليات تكتب الشعر الفصيح الموزون وقصائد من الشعر الزجل العامي، قصائد شعرية نثرية، وكانت القصائد من إلقاء شعراء وشاعرات مكرس حضورهم والبعض ما يزال يتلمس الطريق.

 كان للموسيقى حضور مع الفنان محمد شريف وكورال قطر الندى للطرب الأصيل، كما غنت كل من المطربة الواعدة نجاة غريب، وكذا كان للأغنية الملحونية حضور مع الفنانة فاطمة حداد، وكان لكورال فرقة قطر الندى مشاركة أمتعت بهجتها الجمهور الحاضر .

كرس المهرجان الدبلوماسية الثقافية بين جمعية الصقور الأردنية في شخص رئيسها المهندس أكرم البطوش وجمعية مهرجان حلالة لفنون القول، وعمد الإعلامي والشاعر  شوكت البطوش على تنشيط معظم فقرات المهرجان، وهناك مجهود يذكر لكل من رئيس المهرجان وعرابه عبد الرحمان فهمي وللإعلامي المكلف بالتواصل عبد المالك أبا التراب.

مهرجان حلالة لفنون القول كان موفقا في نسخته الأول، وننشد أن تكون النسخ القادمة مرسخة لهذا الحدث الثقافي الهام.

متابعة: المصطفى كليتي  

Related posts

Top