مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة يطفئ شمعته العاشرة

اختتمت فعاليات المسابقة الرسمية للدورة العاشرة لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة يوم أمس الأربعاء، بعد أن عرفت مشاركة 12 فيلما روائيا طويلا من أفغانستان وفرنسا وألمانيا ونيجيريا ومصر ولبنان والولايات المتحدة والهند والبرازيل وبلجيكا والمغرب الذي يوقع حضوره من خلال فيلم ” المتمردة” لجواد غالب.
وتشكلت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة المنتجة الإنجليزية دينيس أوديل، من المخرجة الإسبانية تشوس جويتريز والناقدة اللبنانية هدى إبراهيم والمخرجة الإيطالية لوتشيا أمينيتي والممثلة المصرية رانيا يوسف والممثلة المغربية نفيسة بن شهيدة والممثلة الألبانية فلونيا كودهيلي
و في إطار تنويع اختياراته للتجارب السينمائية التي تتناول قضايا المرأة، عرض في إطار مسابقة الأفلام الروائية للمهرجان فيلم هندي بعنوان “زميلة الفصل الجديدة”.
 فيلم المخرجة أشويني إيار تيواري (ساعة و 40 دقيقة) يجمع بين الفرجة الشعبية البسيطة والنفحة الواقعية الاجتماعية المستمدة من صلب انشغالات الهامش الهندي. هي دراما عائلية لأم شابة تكافح من أجل تربية ابنتها الوحيدة وتعليمها حتى تبني مستقبلا مغايرا لها.
 خلف معلمة تاج محل الرائعة تمتد مساكن قديمة ومتهالكة حيث تقطن تشاندا وابنتها أبو. تشتغل تشاندا عاملة تنظيف وتحلم بأن تدرس ابنتها جيدا لتعيش حياة أفضل. ولكن عندما تخبرها أبو بأنها تريد أن تترك المدرسة لتشتغل مثلها، لأنها تعرف مسبقا أنها لن تستطيع توفير مصاريف دراساتها العليا، تتخذ تشاندا قرارا مفاجئا بالعودة إلى المدرسة والدراسة مع ابنتها في نفس الصف لإقناعها بمواصلة التعليم.
 يتخذ الفيلم مسلكا كوميديا من أجل تبرير عودة الأم إلى المدرسة لتصبح زميلة لابنتها، مع ما يترتب عن هذا الوضع من مواقف طريفة أحيانا، وناطقة بالدروس والعبر أحيانا أخرى.
 هو عمل يستلهم تقاليد السينما البوليودية من حيث مخاطبة العواطف الإنسانية ولو أنه يخلو من الاستثمارات الكبرى في النجوم والاستعراض، ليقترب من هذا الباب من أفلام السينما المستقلة ذات الميزانية المنخفضة. كما أنه مطبوع بكثافة الحوار الذي يجعله أقرب الى حدوثة اجتماعية سردية بلا اشتغال ملحوظ على مستوى الجماليات. إنه عمل يبني إيقاعه على التناقض الكلاسيكي بين البطلين، الأم والإبنة، ذلك التناقض الذي يتصاعد توتره إلى حين إيجاد منطقة الانفراج السارة. “زميلة الفصل الجديدة” يبدو إجمالا بمثابة إهداء لملايين النساء الكادحات اللواتي ينسين ذواتهن ويقتلن أحلامهن الخاصة في خدمة أبنائهم وتلبية حاجياتهم. إنه أيضا إطلالة فوق الواجهة البراقة لمركز المدينة على تجمعات سكنية متروكة لمصيرها، مع أنها تمور بمصائر ومسارات إنسانية تصنع المستقبل.

Related posts

Top