يعتبر القنص من الأنشطة التي تعود بالنفع على الساكنة على عدة مستويات اجتماعية وثقافية واقتصادية، حيث يساهم في خلق مناصب شغل مباشرة تقدر بـ164.833 يوم عمل، غير فرص الشغل غير المباشر في المجالات الموازية: كالفندقة والسياحة القروية، والأنشطة المتعلقة بمعدات القنص. وبات القنص بذلك من الأنشطة التي تساهم بطريقة فعالة في النهوض بالمناطق القروية، وتدعم بشكل فعال العجلة الاقتصادية الوطنية وتساهم في تحسين الوضعية السوسيو- اقتصادية للساكنة المحلية.
وتميز موسم القنص برسم موسم 2018-2019 بوفرة الطرائد بفعل العوامل الملائمة التي أثرت إيجابا على مستوى الغطاء النباتي وتوفير الماء والغداء للوحيش، مما ساعد على تكاثر الثروة الوحيشية بمنطقة الأطلس الكبير.
ويشكل الحجل والأرنب الوحشي والحمام والسلوى (السمان) من أهم الطرائد التي تم قنصها، مع احترام العدد المسموح به لكل طريدة حسب بيولوجية كل صنف حيواني وفي نفس الوقت بما يللبي حاجيات ممارسي هواية القنص.
وتم قنص أكثر 16.159 حجلة خلال هذا الموسم مقارنة مع معدل 7956 على 5 سنوات. وبلغ عدد الأرانب الوحشية المصطادة 2385 مقارنة مع معدل 1571 على مدى السنوات الخمس الفارطة، إضافة إلى الحمام والسلوى.
ويبلغ عدد القناصين الذين تمت مراقبتهم والذين مارسوا هواية القنص بالمنطقة أزيد من 7179 قناصا أغلبهم من المغاربة، مقابل 6812 قناصا في الموسم الفارط. وتم تسجيل 46 مخالفة قنص، برسم الموسم الحالي، أمام 117 مخالفة مسجلة في الموسم الفارط.
وسجل انخفاض مهم على مستوى المخالفات القانونية نتيجة تفعيل المخطط المؤطر لأنشطة القنص، وتفعيل المساطر المتعلقة بمحاربة القنص غير القانوني، وتكثيف جهود المراقبة بدعم الوحدة المتكلفة بالمراقبة وحراسة الوحيش البري.
ويذكر أن القنص بدأ بأخذ في الآونة الأخيرة منحى موجها نحو قنص إيكولوجي مستدام ومسؤول، كما أن هواة القنص باتوا حاليا على دراية كاملة بأهمية المحافظة على الوحيش وأهميته للتمكن من ممارسة القنص على المديين القريب والبعيد، مع مراعاة القوانين المعمول بها للحفاظ على التنوع البيولوجي بالمنطقة.
يشار أن المساحة المخصصة للقنص بلغت 372.300 هكتار موزعة بين 70 قطعة مؤجرة للقنص الجمعوي على مساحة تقدر ب 184.360 هكتار، و7 قطع إقليمية على مساحة تقدر ب 17880 هكتار، في حين خصصت 29 قطعة للقنص السياحي على مساحة 167208 هكتار و16 محمية دائمة على مساحة 340.000 هكتار و23 محمية ثلاثية على مساحة 1.800.00 هكتار.
> محمد التفراوتي