قاد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم للمرة السادسة في تاريخه، وذلك بفوزه على نظيره الكرواتي وصيف 2018 بنتيجة كبيرة 3-0، الثلاثاء على ملعب “لوسيل” في نصف نهائي النسخة الـ22 من البطولة المقامة في قطر.
وبمؤازرة حشد كبير من الجمهور الأرجنتيني ما جعل رجال المدرب ليونيل سكالوني يشعرون كأنهم يلعبون على أرضهم، حسم أبطال 1978 و1986 اللقاء في الشوط الأول بفضل هدف للقائد ميسي (34 من ضربة جزاء) وثنائية لخوليان ألفاريس (39 و69).
وعاد الطرفان بالذاكرة إلى مونديال 2018 حين تواجها في دور المجموعات، ووقتها حققت كرواتيا فوزا بثلاثية نظيفة على العملاق الأمريكي الجنوبي.
حينها، تصدرت كرواتيا المجموعة بتسع نقاط كاملة واضطر ميسي ورفاقه إلى الانتظار حتى الجولة الختامية لحسم تأهلهم بالفوز على نيجيريا 2-1.
وفي هذه النسخة، انتظر الأرجنتينيون أيضا حتى الجولة الأخيرة لحسم التأهل بعد السقوط الصادم افتتاحا أمام السعودية (1-2).
وعندما وصلت كرواتيا إلى نصف النهائي عام 1998 في مشاركتها المونديالية الأولى بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا، مرت أيضا بالأرجنتين لكن النتيجة كانت حينها لصالح “ألبيسيليتسي” 1-0.
لكن موقعة الثلاثاء في “لوسيل” ارتدت أهمية أكبر بكثير بالنسبة للمنتخبين، لأن بطاقة النهائي على المحك وقد نجح ميسي في حسمها بهدف وتمريرة حاسمة.
كما بات “البرغوث” خلالها صاحب الرقم القياسي بعدد المباريات في النهائيات مشاركة مع الألماني لوتار ماتيوس (25) وأفضل هداف لبلاده في البطولة (11) بعدما رفع رصيده إلى 5 أهداف في النسخة الحالية.
وبعدما طار حلم الانضمام إلى الأسطورة دييغو مارادونا ومنح الأرجنتين اللقب عام 2014 بالخسارة في النهائي أمام ألمانيا، سيحصل ميسي عن 35 عاما على فرصة ثانية لإحراز اللقب الكبير الوحيد الذي يغيب عن خزائنه بعدما بلغ “ألبيسيليستي” النهائي السادس في تاريخه بعد أعوام 1930 و1978 و1986 و1990 و2014.
إلى ذلك، اعتبر مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني، أن خسارة منتخبه أمام السعودية في أول مبارياته بكأس العالم، شكّلت نقطة تحوّل في غرفة تغيير الملابس، إذ حفّزت اللاعبين على الفوز بخمس مباريات متتالية وبلوغ النهائي.
وقال سكالوني بعد المباراة “بعدما خسرنا أمام السعودية، شعرنا بالحب والدعم من جمهورنا، والبلد بأسره، وشعبنا، وكان ذلك مذهلاً إذ منحنا القوة والطاقة اللتين كنا نحتاجهما من أجل التعافي”.
وأضاف: “أحاول ألا أكون عاطفياً، لكن الأمر صعب لأنني في مكان يحلم به أي أرجنتيني. تمثيل بلدي هو أمر عاطفي. بعد ذلك يمكنك الفوز أو الخسارة، لكن الأمر يتعلّق (باللاعبين) وشعبنا. كانوا معنا خلال الهزيمة وكان أمراً لم اختبره سابقاً”.
وتابع سكالوني منوها بميسي “إنه أمر رائع ومثير أن أشاهده من الداخل. رؤيته يتدرّب، يقود غرفة تغيير الملابس. في كل مرة أراه، يُولّد شيئاً، شرارة في زملائه بالفريق، في الناس. ليس فقط للأرجنتينيين. ومن حسن حظنا أنه أرجنتيني”.
من جهتها، فشلت كرواتيا في معادلة إنجاز ألمانيا عام 2014 حين باتت أول بلد يفوز على الأرجنتين والبرازيل في نسخة واحدة، وفي أن تصبح رابع دولة أوروبية فقط تصل إلى النهائي مرتين تواليا بعد إيطاليا (1934 و1938) وهولندا (1974 و1978) وألمانيا (1982 و1986 و1990).
وقال مدربها زلاتكو داليتش لقناة (إتش. آر. تي) “أهنئ الأرجنتين على الفوز .. علينا أن نوحد أنفسنا، ونرفع رؤوسنا، لا أستطيع أن ألوم الأولاد على أي شيء، سنقاتل من أجل المركز الثالث. ليس لدينا الكثير لنشتكي منه، يجب أن نستعد للمركز الثالث”.
وأضاف “كنا نصنع فرصا جيدة لكننا لم نكن فعالين. لقد أعددنا كل شيء لكننا افتقدنا إلى مهاجم حقيقي. لقد خسرنا المباراة، ليس لدي ما أشكو منه فيما يتعلق بالفتيان، لقد بذلوا قصارى جهدهم خلال هذه البطولة بأكملها. علينا الاستعداد للمباراة التي تنتظرنا. إنها هزيمة مستحقة”.
تصوير: أحمد عقيل مكاو