نادية التهامي

تعرضت النائبة البرلمانية نادية التهامي، عضوة فريق التقدم والاشتراكية ونائبة رئيس مجلس النواب، لتشنيع وتهجم عبر «الفايسبوك»، مس شخصها وسلوكها على إثر مساهمتها في مهمة ضمن وفد لمجلس النواب زار فرنسا مؤخرا.
ولئن كان المتهجمون بدأوا في التراجع نسبيا عما اتهموها به، وذلك بعد أن نشرت هي توضيحا بهذا الشأن، وبدا للجميع أن ما أوردته كان أكثر منطقية وإقناعًا مما تقيأه في حقها المتهجمون، فإن ما وقع يفرض، مع ذلك، التوقف والتمعن والاستنكار.
النائبة البرلمانية شاركت في مهمة باسم مجلس النواب، ولما انتهت من واجبها التمثيلي الوطني، واستعدادا للعودة، ولجت محلا تجاريا، مثلها مثل سائر الناس، لاقتناء أغراض شخصية، وهناك داخل المحل تعرضت للسرقة، وقامت بالإجراءات التي تفرضها الواقعة بشكل طبيعي، ووفق ما تتيحه القوانين والمساطر.
كل هذا عادي، ويمكن أن يتعرض له برلماني أو أي شخص آخر، لكن من تعمد للإساءة للمعنية بالأمر، عن قصد أو بدونه، قدم سيناريو متخيل وعبثي للوقائع من دون أي دليل أو إثبات، وفقط من أجل الإساءة والتشنيع وتشويه السمعة.
ما المصلحة إذن وراء هذه الإساءة البليدة؟
هنا نحن، ببساطة، أمام كذب، وأمام اختلاق وقائع غير صحيحة وغير موجودة…
ونحن أمام فبركة «قصة»، ونسبها للبرلمانية، وتعمد الإساءة لسمعتها، ولأسرتها، وللهيئة السياسية التي تنتسب إليها، وللمؤسسة التشريعية التي كانت في مهمة لتمثيلها…
الذي اختلق «الخبر» لم يكلف نفسه عناء التحقق من صدقيته، ولم يتصل بالمعنية بالأمر لعرض وجهة نظرها، أو توفير دليل ملموس على صحة ما يروج له، ومن ثم هو اقترف خرقا فاضحا لكل القواعد المهنية والأخلاقية والقانونية.
وعلاوة على كل هذا، ففي الحكاية لا يوجد سوى حديث عن حياة خاصة وسلوك شخصي، ولا صلة للأمر لا بالشأن العام، ولا بالمهمة التمثيلية، ومن ثم هناك تعمد التشنيع بحياة خاصة، والمس بصورة المعنية بالأمر وحريتها.
الذين يتلهون بهذه المنشورات العمومية التي تستهدف ممارسي الشأن العام، لا يدركون حجم الإساءة والأذى اللذين تخلفهما على الحياة الأسرية والاجتماعية للمستهدفين بها، كما أن العدوانية التي تميز مثل هذه الكتابات، وما يغلفها من جهالة وتدني وحقد، تساهم في تتفيه كل شيء في هذه البلاد، وفي تسطيح وعي الجمهور، وفي تكريس التفاهة وقتل الثقة وسط شعبنا وشبابنا.
متابعة الشأن العام وممارسة الرقابة على من ينخرط فيه ويتولى مسؤولياته، هذه أدوار الصحافة المهنية الحقيقية فعلا، وانكباب الإعلام على النقد يبقى مطلوبا، بل ومن صميم مسؤولية الصحافة الجادة، ولكن تلذذ بعض الجالسين خلف حواسيبهم وهواتفهم بإيذاء الناس وتشويه سمعتهم كذبا واختلاقا، يبقى مرفوضا ومدانا.
أما النائبة البرلمانية نادية التهامي، فهي، في البدء والمنتهى، مناضلة تقدمية منذ سنوات، ويعرف الكثيرون مسارها وتجربتها، كما أنها أستاذة جامعية ومن بنات الأسر البسيطة في شعبنا، ولم تولد بملاعق ذهب أو فضة، بل عاشت حياتها كلها كفاحا وتضحيات ومنخرطة في قضايا محيطها وشعبها، ولن تتراجع عن كل هذا بمجرد تهجم أخرق وكاذب وأهوج، وهي تستمر في نضالها على واجهات عديدة: حزبية، جمعوية، تمثيلية، مهنية، فضلا عن ارتباطها بأسرتها ومحيطها الاجتماعي بالكثير من الود والمحبة والحميمية.
التجريح في حق المناضلة نادية التهامي، والقذف في شخصها تلفيقا وكذبا واختلاقا، لن يثنيها عن مواصلة مسيرتها النضالية.

محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

الوسوم ,

Related posts

Top