نبيل بنعبد الله يدعو الأدباء والمثقفين المغاربة إلى الخروج من حالة الركود والسبات الفكري

دعا محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الأدباء والمثقفين المغاربة إلى الخروج من حالة الركود والسبات الفكري، والعودة إلى حالة الإنتاج والعطاء الفكري التي استمرت إلى حدود نهاية تسعينيات القرن الماضي.
وأوضح محمد نبيل بنعبد الله في كلمة له، خلال حفل توقيع كتاب “مواقف ومقترحات” لصاحبه الدكتور عبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية السابق وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس الخميس بالمقر الوطني للحزب بالرباط، (أوضح) أن الأزمة التي يعرفها المشهد السياسي الوطني تقابلها أزمة وسط المفكرين والمثقفين، والمتسمة بقلة الإنتاج الفكري في مختلف المجالات الفلسفية والسوسيولوجية والسياسية والثقافية وغيرها من الحقول المعرفية والفكرية التي أصيبت بنوع من السبات العميق.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدميين المغاربة، أن عبد السلام الصديقي صاحب كتاب “مواقف ومقترحات” ينتمي إلى الجيل الذي واكب الإنتاج الفكري بنكهة الاقتصاد السياسي، كإنتاجات مركز عزيز بلال وجمعية الاقتصاديين المغاربة، معربا عن أسفه لكون الإنتاج الفكري بهذه النكهة السياسية والحامل لوجهة نظر، تراجع ولم يعد بالغزارة التي كان عليها في السابق وكانت تعكسه أعمدة الصحف الوطنية، أمام تنامي الخبر السريع والمثير والذي ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال بنعبد الله “إن عبد السلام الصديقي استمر في الكتابة والتعبير عن القضايا المختلفة التي تعتمر المشهد الوطني، خاصة تلك القضايا التي لها بعد سياسي أو جيو- استراتيجي، سواء تعلق الأمر بعلاقة المغرب بإفريقيا أو باتفاقيات التبادل الحر أو تعلق الأمر بالإصلاحات الكبرى المطروحة على البلاد”، مشيرا إلى أن الكاتب والسياسي عبد السلام الصديقي له نظرة متعددة الأوجه لمختلف القضايا، وهو تجربة فريدة من نوعها، إلى جانب مصطفى البرايمي اللذان يواصلان الكتابة بشكل مستمر على أعمدة جريدة “البيان” وهما أيضا، من بين القيادات السياسية القليلة التي تعبر عن آرائها ومواقفها بكل شجاعة.
وبدوره، نوه الباحث والكاتب محمد لطفي لمريني، الذي قدم قراءة في كتاب “مواقف ومقترحات” بعبد السلام الصديقي الذي واصل الكتابة دون كلل أو ملل، مشيرا إلى أن الكتابة باستمرار ليست بالأمر الهين، فهي عملية صعبة ومتعبة.
وأضاف لطفي المريني، خلال حفل التوقيع الذي أدراه إسماعيل الحمراوي عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، والمستشار السابق في ديوان الوزير عبد السلام الصديقي، أن الكتابة عند هذا الأخير هي نوع من التمرين على ممارسة الحرية، حرية التعبير عن كل ما يفكر فيه، كما أن الكتابة عند الصديقي هي أيضا مسؤولية سياسية، لأن الكاتب هو مناضل سياسي وعضو الديوان السياسي لحزب سياسي، مشيرا إلى أن كتابات عبد السلام الصديقي تفتح نوافذ للتفكير وتطرح وجهات نظر ومقاربات تنفتح على آفاق مغايرة، فالكتابة بالنسبة إليه، هي التزام سياسي وهي نتاج تراكم لنصف قرن من الممارسة السياسية، فهو بالإضافة إلى كونه باحث اقتصادي فهو نقابي وبرلماني وحقوقي ووزير سابق وقيادي في التقدم والاشتراكية.
وبحسب لطفي المريني، فإن عبد السلام الصديقي المفكر الثوري والقيادي اليساري، يعبر عن مواقفه وآرائه بكل شجاعة وحرية، وأنه غالبا ما تجد في كتاباته حسا نقديا اتجاه العديد من القضايا، كما أن الكاتب له قدرة هائلة على تبسيط النظريات وتلخيصها وطرح الأفكار الكبرى في مختلف المجالات من منطلق التحليل الملموس للواقع الملموس، مشيرا إلى أن مقالات عبد السلام الصديقي والتي نشرها على أعمدة جريدة “البيان” والتي جمعها في كتاب “مواقف ومقترحات” تتسم بالتفاؤل والنضج، وفي الوقت ذاته، تتسم بنوع من الصرامة السياسية إزاء مختلف القضايا التي يعالجها في كتاباته.
من جانبه، أشاد الكاتب عبد السلام الصديقي، بهذه المبادرة التي قام بها حزب التقدم والاشتراكية والمتمثلة في التوقيع الأول لكتابه “مواقف ومقترحات” والذي تناول العديد من القضايا والمواضيع الراهنة من منطلق تحليلي واستشرافي في سياقها الوطني، وانطلاقا أيضا من منهجية تقوم على الملاحظة والتأكد من المعلومة وتحليلها ثم انتقاد المعطيات والحالات مع الحرص على بلورة مقترحات لبدائل ممكنة.
وأضاف الصديقي أن “فكرة تجميع مقالات تم نشرها أساسا في صحافة الحزب الالكترونية والورقية، ينبع من الحاجة إلى حفظها لكونها تعد ذاكرة في ملكية عموم المواطنين”، معتبرا أن من واجبه القيام بدور في تقاسم الكتابة والمعرفة مع المواطنين، مشيرا إلى أن الكتابة بالنسبة له هي نوع من الشعور بالراحة، وهي مساهمة في مقاومة واقع يتسم بالرداءة الفكرية وبالهجوم على القيم وعلى كل ما هو جميل في هذا الوطن.
ودعا السلام الصديقي عموم المفكرين والمثقفين إلى عدم الارتكان إلى الصمت، وممارسة الكتابة والجهر بالحق للحفاظ على الحد الأدنى من تلك القيم، مشيرا إلى أن العمل الفكري يكتسي أهمية كبرى، خاصة وأن المجتمع اليوم يوجد أمام تنامي فكر ظلامي متحجر وشيوع الفهم الخاطئ للدين، مؤكدا على أن المغرب لا يمكنه أن يتطور دون مساهمة المفكرين وأصحاب الرأي.
يشار إلى أن كتاب “مواقف ومقتراحات” وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي كان عبد السلام الصديقي ينشرها في جريدة البيان خلال الفترة الممتدة من يوليوز 2017 إلى دجنبر 2018، يجمعها رابط تحليلي عميق وتحمل نظر استشرافية للمستقل، كما أن الكتاب هو نوع من الشهادة المدعمة بتجربة معاشة في الميدان بالنظر إلى أن المؤلف شغل عدة مناصب؛ أستاذ جامعي منذ 1980، برلماني، مناضل سياسي وجمعوي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية ما بين 2013 و2017.

> محمد حجيوي

Related posts

Top