ندوة حول “دور الدبلوماسية الموازية في دعم الوحدة الترابية”

قال رشيد روكبان، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، ورئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، إن الفكر السياسي للراحل علي يعته ربط ربطا وثيقا بين الديمقراطية والوحدة الترابية، وأن مؤلفه الشهير (الصحراء الغربية المغربية)، يشير إلى هذه العلاقة.
وأضاف روكبان في مداخلته في  ندوة حول ” دور الدبلوماسية الموازية في  دعم قضية وحدتنا الترابية”، نظمها الفرع  الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، يوم السبت الماضي، بالخزانة البلدية بسيدي البرنوصي، )أضاف (أن المغرب مستهدف بشكل كبير وأنه ليس بمنأى عن ما يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا والمنطقة العربية ككل، وأن البوابة الوحيدة التي يمكن منها الدخول للمغرب، هي عن طريق قضية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة، وأن الدليل على ذلك، يؤكد المتدخل، هو مسلسل المناورات التي بدأت بمحاولة توسيع مهمة المينورسو في الأقاليم الصحراوية للوقوف على وضعية حقوق الانسان بالمنطقة، ثم تلتها التصريحات المستفزة واللامسؤولة للأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون والتي تعتبر خطيرة،إذ تحمل في طياتها نية مبيتة للإساءة للمغرب وقلة ادب ديبلوماسية، إذ لم يسبق لأيأمين عام عبر تاريخ الأمم المتحدة أن نعت المغرب بالبلد المحتل. هذا ولم تتوقف خروقات الأمين العام، يضيف المتدخل، عند هذا الحد، بل انحنى أمام علم دولة وهمية غير معترف بها من قبل الأمم المتحدة، وآخر هذه المناورات تقرير الخارجية الامريكية حول حقوق الإنسان بالمغرب الذي كان عار من الصحة ولا يمت للواقع بصلة.
وأشارروكبان أيضا، إلى أن جميع هذه المعطيات، تؤكد على وجود مخطط لتقسيم المغرب، وكل الدول العربية، مستحضرا بالمناسبة، ماأكد عليه جلالة الملك محمد السادس خلال القمة الخليجية بالرياض، وداعيا إلى تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف للتصدي لأي محاولة للنيل من أمن واستقرار المغرب.
واعتبر روكبان، ان المغرب لم يتسرع في تبني الحكم الذاتي، كمال يدعي البعض،  وأنمعركة الدفاع عن الوحدة الترابية ليست معركة مؤسسات الدولة الرسمية فحسب، بل هي معركة جماعية، مشترطا على من يترافع من أجل القضية الوطنية، أن يكون متملكا وفاهما للملف، مع ضرورة تمكين المترافعين حول القضية الوطنية من المعلومات والمعطيات الكافية، في إشارة إلى الهيئات الدبلوماسية الموازية، من أحزاب، ونقابات، وجمعيات وكل مكونات المجتمع المدني،  داعيا الجميع إلى تتبع تطورات ومستجدات القضية الوطنية عبر العالم والقيام بأنشطة تواصلية حول عدالة قضيتنا، مع ضرورة إشراك مغاربة العالم وتكوينهم، وكذا سكان الأقاليم الجنوبية في الدبلوماسية الموازية، في إطار الترافع عن القضية الوطنية، والحرص على أن يبقى ملف قضية وحدتنا الترابية مقدسا ومنزها عن كل الصراعات والمزيدات والخلافات السياسية والانتخابوية بين كل المكونات.
ولنجاح الدبلوماسية الموازية في مهامها، أشارروكبان إلى أنه لابد من الارتكاز على التعريف أكثر بالنموذج الديمقراطي الوطني، والورش الديمقراطي التمثيلي، وكذا الأوراش الاقتصادية والتنموية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في الأقاليم الجنوبية، مع ضرورة التعريف بالروابط التاريخية والحضارية بين شمال وجنوب المغرب عبر التاريخ، في إطار الدولة المغربية الموحدة، وضرورة تبني الدبلوماسية الموازية لخطة هجومية لفضح خروقات الكيان الوهمي في مخيمات تندوف، والقيام بكل المبادرات من أجل الدفاع عن القضية الوطنية دون انتظار الضوء الأخضر، لكن، يستدرك روكبان، ضمن التنسيق بين الجميع وفي إطار الحرص على الرؤية والخطاب الموحد.
من جانبه، استعرض محمد يتيم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ونائب رئيس مجلس النواب، مجموعة من المعطيات التاريخية التي تؤكد ارتباط القبائل الصحراوية بالملوك العلويين عبر الزمن من خلال طقوس البيعة، كما أكد على أن قضية الوحدة الترابية للمغرب ليست حكرا على الأجهزة الدبلوماسية فقط،وإنما تمس كل مكونات المجتمع المغربي بكل شرائحه ويجب على كل من موقعه أن يكون سفيرا لقضية المغرب العادلة.
وبعد أن شدد على أن قوة المغرب تكمن في الإجماع الكامل لكل قواه ومكوناته على ضرورة الدود عن الوحدة الترابية وإيمان كل المغاربة بعدالة قضيتنا الوطنية الأولى، أكد على ضرورة تملك المعرفة بكل جوانب القضية حتى يتسنى الدفاع عنها بالشكل الصحيح. وأشار عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إلى وجود مخطط يستهدف تجزئوإضعاف الكيانات الناجحة، والسيطرة على منابع الثروة، وذلك في إطار ما يسمى بالفوضى الخلاقة، مشددا على أنه ليس للمغرب من خيار سوى البناء الديمقراطي، وأن أي تراجع عنه سيفقد المغرب مصداقيته على الصعيد الدولي.
وبعد أن أكد محمد يتيم، على أن المغرب مطالب بمقاربة قوية تقوم على انطلاقه من الإجماع الوطني وبتجاوز المقاربات السابقة التي خلقت بعض المشاكل وبعض جوانب النقص، شدد على ضرورة مضاعفة التعريف بالقضية وفتح فضاءات للحوار حولها، وذلك بموازاة مع التقدم في الإصلاحات السياسية والاقتصادية وتعزيز الاختيار الديمقراطي.
وفي إطار حديثه عن بعض سلبيات تدبير ملف الصحراء المغربية، قال محمد يتيم، إن جزءا منها يعود لتغليب المقاربة الأمنية، مشيرا في الوقت نفسه، أنه تم التساهل مع منطق الريع مما خلق مشاكل استغلت من طرف خصوم الوحدة الترابية وبعضهم يوظف في ذلك الملف الحقوقي.
يتيم قال إنه لا ينبغي نسيان الوضع المأساوي في مخيمات تندوف والذي يتم السكوت عنه، مؤكدا أنه لا مجال للمقارنة بين المغرب والجزائر حقوقيا، داعيا إلى ضرورة تنويع المقاربات ومدخلات الترافع لصالح قضيتنا الوطنية.
وشكر محمد يتيمبالمناسبة، حزب التقدم والاشتراكية على اختياره لموضوع الندوة، حيث أكد على أهمية الموضوع خاصة في الفترة الحالية التي تمر منها قضية الصحراء المغربية من منعطف خطير، وذلك على ضوء التصريحات المستفزة للأمين العام للأمم المتحدة بان كيمونوالتي تلتها مجموعة من التجاوزات والخروقات كان آخرها تقرير الخارجية الأمريكية عن حقوق الانسان بالمغرب.
وكان رشيد بوكبيدة، الكاتب الأول للفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسيدي البرنوصي، قد افتتح هذه الندوة، بكلمة رحب فيها بكل من الأستاذ محمد يتيم ورشيد روكبان، وبالحاضرين، معتبرا أن اختيار موضوع الندوة حول دور الديبلوماسية الموازية في دعم وحدتنا الترابية، يأتي في سياق الأحداث الأخيرة التي عرفتها بلادنا في الشهور الأخيرة، بدءا بالتصريحات الاستفزازية لباي كيمون وانتهاء بتقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان ببلادنا. وأشار في الوقت نفسه، على أنه ليس للمغرب من خيار سوى البناء الديمقراطي، وأن أي تراجع عنه سيفقد المغرب مصداقيته على الصعيد الدولي.

 حسن عربي

Related posts

Top