أظهرت معطيات إحصائية تم تعميمها، يوم السبت الماضي بالدار البيضاء، بمناسبة عقد الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية مؤتمرها الخامس للمناعة الذاتية، أن نسبة المغاربة المصابين بهذه الأمراض تقارب 8 بالمائة.
وأفادت هذه الإحصائيات بأن هذه الأمراض تحتل المرتبة الثالثة ضمن ترتيب الأمراض على المستوى الوطني بعد السرطانات وأمراض القلب والشرايين.
وأشارت إلى أن النساء هن الضحية الأولى لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، إذا يشكلن 80 بالمائة من بين مجموع المصابين بها.
ومن بين هذه الأمراض التهاب الأوعية الدموية، ومرض تصلب الجلد، والروماتيزم الرثياني، ومرض السكري من نوع (أ)، والذئبية الحمراء، وبعض أمراض الغدة الدرقية والجهاز الهضمي والكبد، وبعض أمراض الجلد والدم والعضلات.
وأبرزت هذه المعطيات أن أمراض المناعة الذاتية تتشكل من مجموعة من الأمراض المختلفة في الأعراض لكنها تشترك في نفس المظاهر والآليات أبرزها مهاجمة جهاز المناعة لمكونات الجسم كأنها أجسام غريبة.
وحسب هذه المعطيات فإن تشخيص أمراض المناعة الذاتية جد معقد لأن المرض يمر بفترات صامتة مختلفة، حيث تكون الأعراض في البداية مربكة وغير محددة.
وعن علاج هذه الأمراض، فإنه يتم حاليا التغلب عليها من خلال متابعة منتظمة تعتمد على دواء الكورتيزون وعقاقير بيولوجية.
وفي سياق ذي صلة، أكدت البروفيسور خديجة موسيار، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، أن المختصين والخبراء يحددون كل عام ما بين 200 إلى 300 مرض نادر جديد.
وقالت البروفيسور موسيار، في عرض ضمن فعاليات المؤتمر، إن الوضع الراهن يشير إلى حصر أكثر من سبعة آلاف مرض نادر، منها التهاب الأوعية الدموية ومرض تصلب الجلد.
وفي معرض تعريفها للأمراض النادرة، أوضحت البروفيسور موسيار، الاختصاصية في الطب الباطني (الأمراض الجهازية، أمراض المفاصل والعظام، أمراض الغدد، الأمراض الدموية وأمراض الجهاز العصبي)، أن الخبراء والمختصين يحددون هذه الأمراض بناء على إصابتها لأقل من شخص واحد من بين 2000 شخص.
وبعد أن أشارت إلى أن هذه الأمراض تؤثر على ما يعادل 5 بالمائة من سكان العالم، سجلت أنه على الرغم من كون هذه الأمراض لا تصيب إلا عددا محدودا من الأفراد، إلا أن تنوعها وكثرتها يجعل العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون جراءها يتجاوز عدد مرضى السرطان.
وأبرزت الدكتورة موسيار أن أمراض المناعة الذاتية هي مجموعة من الأمراض التي يرتكب فيها الجهاز المناعي مجموعة من الأخطاء، حيث يهاجم مكونات الجسم السليمة كأنها أجسام غريبة.
وحسب هذه الاختصاصية فإن عملية تشخيص الأمراض النادرة تطرح صعوبة قصوى لأنها تصيب، في كثير من الأحيان، عدة أجهزة، ما يضاعف من عدد الأعراض والمظاهر السريرية.
وبخصوص علاج الأمراض النادرة، تمت الإشارة إلى وجود اختبارات جينية وبيولوجية لتشخيص عدد كبير من الأمراض النادرة، فضلا عن وجود علاجات جديدة، لكن من الصعب الحصول على هذه العلاجات لأن تكلفتها مرتفعة أو أنها تكون غير معروفة أحيانا من طرف المعالجين.
يذكر أن برنامج المؤتمر الخامس للجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية شمل تقديم عروض من قبل خبراء واختصاصيين مغاربة وأجانب، تركز على كيفية تشخيص وعلاج هذه الأمراض، التي لا يعرف الكثير منها عموم الناس. كما شكل هذا المؤتمر مناسبة للدعوة إلى تشكيل جمعيات تعنى بالأشخاص المصابين بهذه الأمراض.
نسبة المغاربة المصابين بأمراض المناعة الذاتية تقارب 8 بالمائة
الوسوم