نصب تذكاري لقصيدة شعرية في نواكشوط

قامت السيدة فاطمة منت عبد المالك، عمدة مدينة نواكشوط، يوم الجمعة 4 غشت الجاري برفع الستار عن نصب تذكاري خصص لقصيدة شعرية ماتعة بعنوان (زهرة العواصم) في موقع استراتيجي يوجد في وسط العاصمة أمام مقر البرلمان الموريتاني. وحضر هذه المناسبة عدد من كبار المسؤولين في وزارات الثقافة والداخلية والخارجية الموريتانية..
   هذه القصيدة نضمها الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وسبق له أن ألقاها أمام الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، حين أشرف فخامته يوم 6 يناير الماضي على انطلاق احتفالية  “نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2023”. بحضور الوزير الأول، محمد ولد بلال، ورئيس المجلس الدستوري، وزعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية، والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، والوزيرتين المستشارتين برئاسة الجمهورية، وأعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة بلدية تفرغ زينه، وقادة القوات المسلحة وقوات الأمن، وأعضاء السلك الدبلوماسي والشخصيات السامية في الدولة، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.
    يتغنى الشاعر سالم المالك في قصيدة (زهرة العواصم) بالموقع الفريد لمدينة نواكشوط على المحيط الأطلسي، ويبرز شموخ تاريخها وغنى ثقافتها، ويثني على جود وكرم أهلها، ويكتشف حبهم للشعر والأدب والعلم والثقافة.
    إن وضع نصب تذكاري لهذه القصيدة الشعرية لأول مرة في مدينة نواكشوط، هي مبادرة راقية ذات أبعاد ثقافية تنم عن تقدير كبير من بلاد مليون شاعر للشاعر السعودي الدكتور سالم المالك، الذي يحب الشعر ويقرضه باقتدار وباستمرار من خلال إبداعات شعرية  أبرزها خميسياته التي ينشرها كل يوم خميس منذ سنوات، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهي قصائد قصيرة غنية بالحكم والعبر والتوجيه الأخلاقي بلغة شعرية رقيقة ونافذة للعقول والقلوب. إن تلك المبادرة تعد تكريما مستحقا للشاعر الدكتور سالم المالك لأمرين اثنين: 
–  الأمر الأول هو مكانة موريتانيا الشعرية المشهورة بلقب “بلد المليون شاعر”، المشهود لأهلها بتذوق الشعر وتقديره حق قدره وولعهم الشديد بالشعر وارتباطهم به، بالإضافة لدور الشعر في تطوير وتنمية حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
– الأمر الثاني هو اهتمام الدكتور سالم المالك بالشعر ورعايته للشعراء واحتفائه بهم. فقد أعلن في افتتاح احتفالية نواكشوط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي عن  إطلاق منتدى للشعراء الشباب لتشجيعهم وصقل مواهبهم إلى جانب المشاركة في عقد الندوات والمؤتمرات وتقديم الدعم المؤسسي. وأشرف في مقر الإيسيسكو بالرباط، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، على احتفالية دولية في مارس من عام 2021 تحت شعار “الشعراء أجنحة السلام”، تعبيرا عن الاهتمام الذي توليه للشعر كلغة عالمية رفيعة. وأشرف على احتفالية كبرى بالشعر النسائي في مارس من عام 2022، تحت شعار “آفاق القصيدة السيدة” حيث تم تكريم ثلاث شاعرات فزن بجائزة الإيسيسكو للشعر النسائي، التي أطلقتها المنظمة ضمن برنامج الاحتفاء بعام المرأة. وفي مارس من عام 2023 أشرف على احتفالية في موضوع “قصائد النور”، حيث ألقى مجموعة من شعراء العالم الإسلامي قصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي هذه المناسبة  أعلن الدكتور سالم المالك عن إنشاء “ملتقى الشعر في العالم الإسلامي”، ليكون مناسبة يتم الاحتفال بها كل عام في عاصمة من عواصم العالم الإسلامي، في إطار الاهتمام بقضايا الشعر ودعم الشعراء، ويجعل من يوم الشعر العالمي موسماً سنوياً للقصائد النابهة.
وضمن أنشطة جناح الإيسيسكو في المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الرباط خلال الفترة من 2 إلى 11 يونيو الماضي، حظي الشعر بالعناية والاهتمام،  حيث تم عرض ديوان قصائد النور، وعرض دواوين شعرية  في إطار ملتقى الإيسيسكو للشاعرات، كما تم عقد لقاء مع إحدى الشاعرات وتقديم قراءة في قصائدها الشعرية. 
لذلك لا غرابة أن يحظى الشاعر الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، بهذا التكريم وبهذه الحظوة من موريتانيا، بلد الشعراء والعلماء والأدباء. كما أن وضع نصب تذكاري لقصيدته (زهرة العواصم) هو بمثابة وسام شعري من الدرجة الرفيعة  منحته عمدة نواكشوط  لأول مرة لشاعر عربي. 
كتب أحد النقاد من الشرق العربي عن الشعب الموريتاني قائلا: “هم أكثر الناس تأليفا للرواية والشعر، ومن أفصح العرب في تركيب الصور الجمالية، وأروعهم في استخدام الشعر في جوانب حياتهم المختلفة، وقد أبدع النقاد في وصف علاقة سكان موريتانيا بالشعر”.. وعن علاقة الشعب الموريتاني والشعر قيل: “الشعر خبز جوهري لأبناء شنقيط، يأكلون منه ولا يشبعون، وينهلون من نبعه ولا يرتوون، فهم والشاعرية توأم وجود، تحدرت معهم من أصلاب جدودهم، وعايشتهم في طفولتهم وشبابهم ورجولتهم وإكتهالهم، فأنى لهم أن يتقبلوا الحياة دون قافية تدندن، الشعر هو كيمياء السعادة لدى كل فرد موريتاني، وفاعل المُعجزات في نفسه”.

كتب: المحجوب بنسعيد

Related posts

Top