في شتنبر الماضي وبملعب العبدي بالجديدة، لم يكن يتوقع أحد أن يطيح فريق المغرب الفاسي بفريق الوداد البيضاوي من دور ثمن كأس العرش لكرة القدم (2015-2016)، واعتبر الكثيرون أنها ضربة حظ حالفت كتيبة “النمور الصفر”.
المغرب الفاسي الذي دفع الموسم الماضي ضريبة صراعات داخلية لإدارته وأزمة مالية خانقة، ورمت به إلى أحضان القسم الثاني، تجاوز في بداية مشواره بالكأس فريق اتحاد تمارة بسهولة بانتصاره ذهابا (1-4) وإيابا (6-1).
دور الربع لم يرحم الماص مجددا، فأوقعه في مواجهة صعبة أمام أحد الثلاثة الكبار، فريق الجيش الملكي، فتعادل الفريقان بانتصار لكل منهما خارج ميدانه بذات النتيجة (1-0)، لتبتسم ضربات الترجيح للفاسيين بالرباط بحصة (4-2).
وفي وقت اعتقد الكل أن فريق اتحاد طنجة سينهي المغامرة المصاوية من المربع الذهبي، حافظ الفاسيون على شباكهم عذراء بفاس، واقتنصوا تعادلا إيجابيا (1-1) بطنجة مهد لهم الطريق إلى النهائي الثاني عشر في تاريخ الفريق.
وها هو المغرب الفاسي الممثل الأول للعاصمة العلمية، يصطاد اللقب الغالي من الصحراء الغالية، عقب انتصاره الصعب على فريق أولمبيك أسفي يوم الجمعة الماضي (2-1) على أرضية ملعب الشيخ الأغضف بمدينة العيون.
ويدين الماص إلى مهاجمه الإيفواري فرانك غيزا الذي رفضته إدارة فريق الرجاء البيضاوي سابقا، ليتحول عشية 18 نونبر إلى صانع ملحمة ماصوية، بعدما افتتح الحصة مبكرا (د 3)، مستغلا خطأ فادحا للمدافع ياسين الرامي.
وفي الشوط الثاني، وبعد تغييرات للمدرب هشام الدميعي، تحسن مستوى المسفيويين وضغط لاعبوه بقوة من أجل إدراك التعادل، وهو ما تأتى لهم بواسطة المهدي النملي الذي اصطاد ضربة جزاء وحولها بنفسه إلى هدف التعادل (د 69).
نتيجة التعادل لم تتغير مع إطلاق الحكم رضوان جيد صافرة نهاية الوقت الأصلي للمباراة، ليلجأ الفريقان بعدها إلى وقت إضافي، ومرة أخرى يتقمص غيزا دور البطل بتسجيله هدفا قاتلا (د 99) حافظ عليه “النمور الصفر” إلى النهاية.
وبهذا اللقب، عزز الماص مكانته بالساحة الكروية كصاحب المركز الرابع في قائمة أنجح الفرق المغربية، بعدما توج بلقب كأس العرش 4 مرات (1980 و1988 و2011 و2016) البطولة الوطنية 4 مرات (1965 و1979 و1983 و1985).
وكإنجاز سلبي، فقد عادل المغرب الفاسي بتتويجه بلقب النسخة الـ59، ما حققه فريقا النادي المكناسي والفتح الرباطي الذين تمكنا من ارتداء زي البطل في سنة النزول إلى قسم المظاليم، سنتي 1996 للأول و1995 للثاني.
عقب هذا الإنجاز، سيركز المغرب الفاسي على تحسين تموقعه بترتيب بطولة القسم الثاني، في أفق العودة إلى البطولة الاحترافية “اتصالات المغرب”، على اعتبار أنها الحضن الدافئ لواحد من أعرق وأنجح الأندية المغربية.
كما أن الظفر بالكأس الفضية، مكن كتيبة “النمور الصفر” من حجز تأشيرة المشاركة بمسابقة كأس الاتحاد الإفريقي (الكاف) كثاني ممثل للكرة المغربية رفقة اتحاد طنجة، علما أن الماص سبق له التتويج بالمسابقة سنة 2011.
صلاح الدين برباش