هزيمة تعمق الأزمة داخل الرجاء

انتهى الديربي البيضاوي رقم «129» بفوز الوداد بهدفين لصفر، أمام فريق رجاوي لم يكن في الموعد.
هدفان وقعا في الربع ساعة الأولى من المباراة بنفس الطريقة، ضربة زاوية من تنفيذ نفس اللاعب، نحو رأس المدافع العملود، فكان الهدف الأولى في الدقيقة الرابعة، والثاني مباشرة نحو رأس أشرف داري في الدقيقة الرابعة عشرة.
مدافعان سجلا عن طريق الضربات الرأسية، في غفلة من خط الدفاع الذي يبدو أن أفراده انشغلوا بمراقبة أيوب الكعبي، فجاء المدافعان من الخلف، ليتمكنا من التسجيل بصفة مبكرة.
هذه النتيجة المثيرة، فاجأت عناصر الرجاء التي واجهت مشكلة في كيفية الدخول لأجواء المباراة، مما سهل من مهمة لاعبي الوداد، الذين عرفوا كيف يستغلون غفوة الفريق الخصم، ليكسبوا السبق، ويغلق بعد ذلك كل الممرات، والمنافذ المؤدية لمرمى الحارس رضا التكناوتي.
مع توالي أطوار المباراة، تبين أن الوداد يطبق تكتيكا محكما، يعتمد على ملء وسط الميدان، بقيادة يحيى جبران كعنصر ارتكاز، يؤدي دوره كاملا وبكثير من الإتقان، هذا التصور التكتيكي غيب فعاليات نقط قوة الفريق الرجاوي.
فالمايسترو عبدالإله الحافيظي عاني من مراقبة المنطقة، وعدم ترك المساحات، ليظل تائها وسط الميدان، وعلى غير العادة لم يظهر أيه فعالية تستحق الذكر، نفس الصعوبة عانى منها الهداف سفيان رحيمي، رغم المجهود الذي بذله، إلا أنه عجز عن اختراق الدفاع المتماسك بقيادة اللاعب الواعد أبو الفتح.
في الجولة الثانية، تحسن نسبيا أداء الرجاء، وكان بالإمكان تسجيل هدف على الأقل، وأبرز المحاولات صدتها العارضة في مناسبتين، لتستمر الأطوار على نفس المنوال، الدفاع سلبي للرجاء، وتكتل ودادي مع الاعتماد على الهجمات المضادة السريعة، لكنها لم تتمكن من الوصول مرة أخرى لمرمى أنس الزنيتي.
انتصار ودادي سيرفع معنويات متزعم الترتيب، ليخلق بالمقابل أزمة داخل معسكر الرجاء، الذي يعيش وضعية معقدة، تبدأ من الخصاص المالي الفظيع، مرورا بغياب الانضباط، وصولا إلى التساؤلات الكبرى بخصوص الطاقم التقني بقيادة جمال السلامي.
فالأغلبية الساحقة من الرجاويين، لا ينظرون بعين الرضا للطريقة التي يشتغل بها المدرب الحالي، وأساسا افتقاده القدرة على التحكم في اللاعبين، وضرورة فرض الانضباط، وضعف التواصل مع اللاعبين، وغيرها من الجوانب السلبية التي تخيم بظلالها على الفريق، المطالب بأن يكون دائما في القمة، منافسا بقوة على مختلف الواجهات.
هذا قدر الأندية الكبرى، والبقاء في واجهة الأحداث، يتطلب أسسا لا محيد عنها، تتخلص في توفير الموارد، الاستقرار على مستوى الأطقم، الإدارية والتقنية والطبية واللوجستيكية، وضمان نوع من الحكامة في التدبير والتسيير.

>محمد الروحلي

Related posts

Top