تراجعت جامعة كرة القدم عبر لجنة الاستئناف التابعة لها عن العقوبات التي سبق أن أصدرتها اللجنة التأديبية التابعة لنفس الجهاز، في حق كل من فرق الرجاء البيضاوي، والجيش الملكي، ومولودية وجدة.
فبعد الطعن المقدم من طرف الأندية المعنية، تقرر تأييد الحكم الابتدائي مع تعديله، لكن التعديل نسف عمليا العقوبات السابقة، إذ تم الإبقاء على الغرامات المالية، مع تخفيض عقوبة “الويكلو” إلى مقابلة واحدة فقط، عوض خمس لمولودية وجدة، أربع للرجاء، ومقابلتين للجيش.
جاءت كل هذه التراجعات جملة واحدة|، بعد الطعن المقدم من لدن الأندية الثلاثة، وشن حملة ضغط طاحنة عبر مختلف الوسائل، وتجنيد مؤيدين من مختلف الاتجاهات.
أولى مظاهر التصعيد تزعمتها الرجاء التي اعتبرت القرار بمثابة الصاعقة، نظرا لقسوته مقارنة مع عقوبات صادرة في وقائع أكثر خطورة وحدة، مع انتقاد حرمان الفريق من حقه القانوني في الدفاع عن مواقفه، والإدلاء بحججه واحترام مبدأ “التواجهية” قبل اتخاذ العقوبة.
أما بلاغ الجيش فقد جاء أقل حدة، وقال إن إدارة النادي تقوم بتدارس الحيثيات القانونية للقرار، ليتسنى لها الحسم في طلب الاستئناف، داعية مكونات النادي للعمل سويا كي يبقى الزعيم زعيما إلى الأبد.
وإذا كان خطاب إدارة الفريق العسكري قد جاء مهادنا، فإن التصعيد جاء مباشرة من طرف الجمهور الذي نظم وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة، احتجاجًا على قرارات اللجنة التأديبية، وهو تكتيك مفهوم من طرف إدارة تعرف أبعاد وخلفيات أي تصعيد من طرفها اتجاه الأجهزة.
حسب القانون، فإن اللجان تعمل باستقلالية عن المكتب الجامعي، إلا أن ما يصدر عن هذه اللجان يعني بالضرورة الجامعة، صحيح أن القرارات كانت بالفعل صادمة بدرجة كبيرة، وغاب التوازن عن قرارات لم تكن عادلة بين كل الحالات، خصوصا عندما يقفز اسم نهضة بركان إلى الواجهة، كما هو الحال بالنسبة للأحداث التي عرفتها المقابلة ضد مولودية وجدة.
إعادة النظر في العقوبات مسألة مقبولة، إلا أن التراجع بنسبة كبيرة وفي ظرف قياسي عنها، يطرح حقيقة هيبة الجامعة في الميزان، مع فتح المجال أمام رفض آخر لأي قرار تأديبي مستقبلا من طرف مختلف المتدخلين، في موسم يحطم كل الأرقام بسبب تصرفات وسلوكيات الجماهير، والتي ورطت فرقها في غرامات مالية ثقيلة وعقوبات “الويكلو”.
ومن تداعيات كل هذا التراجع المفاجىء، ما صدر من احتجاج قوي لفريق آولمبيك آسفي، ضد قرارات الجامعة، بعد الإبقاء على عقوبة حرمان “القرش المسفيوي” من جماهيره لـ4 مباريات بعد أحداث ملعب مراكش، رغم التقدم باستئناف لخفض عقوبة، في وقت تشعر كل مكونات الفريق بالمرارة ونوع من الدونية، وتطالب بتوضيحات من الجامعة ولجنة الاستئناف.
بالإضافة كل هذه الحالات، يمكن القول إن كل الأندية احتجت بنسب متفاوتة بما في ذلك إدارة فريق الفتح الرباطي الذي يتحمل رئيسها حمزة حجوي منصب النائب الأول لرئيس الجامعة فوزى لقجع، وهذا يبين أن “اللعب كبير” وأن الجامعة يمكن أن تفقد هيبته، أمام الضغوطات التي تشنها مختلف الأوساط.
محمد الروحلي