يتابع الرأي العام الرياضي الوطني، بكثير من الاستغراب والذهول، حملة البلاغات المندلعة بين مجموعة من الأندية، وما تحمله من مضامين، تعد بعيدة كل البعد عن جادة الصواب…
وتنقسم ما يمكن أن نسميه بحرب البلاغات والتصريحات، إلى نوعين، هناك ما يهم علاقات الأندية فيما بينها، وهناك ما يتعلق بنشر غسيل داخلي، كما هو الحال بالنسبة ليوسفية برشيد، الفريق الذي يعد ضحية صراعات طاحنة، أطرافها كوكبة من الأشخاص، كل واحد يسعى إلى إظهار غيرة أكثر من غيره، على مصلحة الفريق الحريزي…
بالنسبة للنوع الأول، فإن هناك بلاغين مثيرين للدهشة، الأول صادر عن نادي الرجاء البيضاوي، عندما طالب بتدخل لجنة الأخلاقيات، ردا على التصريح الغامض لمدرب الجيش الملكي التونسي النابي…
وقال النابي مباشرة بعد الهزيمة (1-2) ضد الحسنية بأكادير “أمامنا 3 مباريات سنقاتل من أجل 3 نقاط في كل مباراة رغم الظلم ورغم الداء والأعداء”.
هذه التصريحات، أثارت حفيظة مسؤولي الفريق الأخضر، ليتقدموا بشكاية أمام اللجنة المختصة، مع أن مدرب “العساكر”، لم يشر بالاسم لأي جهة معينة، كما لا لم يسهب في طريقة الشرح، واكتفى بتلميحات، سرعان ما اعتبر النادي الأخضر نفسه معنيا بها.
لنتفق أولا أن ما قاله النابي، ليس كلاما نابيا، وإن كان لم يكن في السياق، وكان من المفروض أن يترفع عن القيام بذلك، لكن ما الدافع الذي جعل النادي الأخضر، يقدم على خطوة، من شأنها تعكير صفو العلاقة بين الناديين الكبيرين؟…
إدارة الجيش لم تقم بالرد مباشرة، ولكنها على ما يبدو ، كلفت ناطقها الرسمي بالمهمة، حيث سارع محمد الشرع إلى التأكيد أن هناك جهات، تحاول يائسة وبائسة زعزعة استقرار الفريق والتشويش على تركيزه، وذلك بإصدار بلاغات وبيانات فضفاضة، بين الفينة والأخرى، لا تبتغي من خلالها سوى دغدغة مشاعر جماهيرها.
لم يقف الناطق عند هذا الحد، عندما بالغ باعتبار خطوة، إصدار بلاغات سعيا لإخفاء إخفاقات تسييرية متتالية ومتواترة، ضاربة عرض الحائط قواعد اللعب النظيف والروح الرياضية التي تهدف إلى تهذيب النفس بعيدا عن حسابات الربح والخسارة.
نعتقد أن الرد كان من الممكن أن يكون مقبولا، لو لم يتماد إلى حدود الطعن في طريقة تسيير تعد داخلية، على اعتبار أن الزميل الذي تكلف بالرد محسوب على إدارة الجيش، وهو ما يجب الانتباه إليه، لأن الامتناع عن الرد الرسمي، لا يسمح القيام برد بطريقة أخرى، تصل إلى حد المساس بالشؤون الداخلية للأندية…
نفس الحالة تقريبا، وهي الثانية في ظرف أسبوع واحد، سجلت بعد مباراة فريقي النادي المكناسي وأولمبيك خريبكة، عندنا احتج الفريق الخريبكي، في بلاغ رسمي على طاقم التحكيم، إلا أن إدارة النادي الإسماعيلي، ردت بطريقة نعتقد أيضا أنها غير مقبولة، عندما ألمحت أن فريقه تمكن من الانتصار على فريق عاصمة الفوسفاط، ذهابا وإيابا، واصفة مكتبها المسير بأنه غير القادر على احتواء ما أسمته بأزمة يعيشها ويسعى إلى تصديرها، والبحث عن مشجب لتعليق فشله، ولم يجد سوى طاقم التحكيم…
وطبيعي أن يأتي الرد الخريبكي سريعا، رافضا الطعن في طريقة التسيير، والتدخل في أمور تعتبر داخلية، ولا يحق لأية جهة التدخل في حيثياتها بطريقة مسيئة، مع العلم أن احتجاج “الأوصيكا”، لم يمسس كما أكد ذلك ناطقه الرسمي خلال تدخله بـ (راديو مارس)، لا من قريب ولا من بعيد بالنادي المكناسي…
إنها بفعل حرب بلاغات نعتبرها غير مقبولة تماما، خصوصا وأنها تصل إلى حدود الإساءة للعلاقة التي تجمع بالأندية، والتي من المفروض أن يطبعها الود والاحترام والترفع عن صغائر الأمور…
محمد الروحلي