المال القطري وحده لا يكفي

صدمة أخرى تلقاها ناصر لخليفي، حيث تأجل مرة أخرى تحقيق حلم مالك نادي باريس سان جرمان الفرنسي، في الفوز بعصبة الأبطال الأوروبية لكرة القدم، بعد إقصاء آخر مر، حصده مساء الثلاثاء برسم دور نصف النهاية أمام نادي بوروسيا دورتموند الألماني.
أكثر من عقد من الزمن، مدة زمنية ليست بقصيرة، صرفت خلالها أموال بسخاء بوتيرة ولا في الأحلام، وعقدت صفقات قياسية، وجلب نجوم من العيار الثقيل، وتعددت التجارب مع مدربين من مختلف الجنسيات، ورغم ذلك ما يزال الإخفاق يلازم فريق العاصمة الفرنسية، النادي الذي تحول إلى ملكية قطرية، مائة في المائة.
ولعل أبرز إنجاز تحقق خلال هذه المساحة الزمنية، يبقى الوصول إلى المباراة النهائية خلال نسخة 2020، والتي خسرها بهدف لصفر أمام بايرن ميونيخ الألماني، غير ذلك فلا شيء يذكر، اللهم السيطرة على الدوري الفرنسي، أمام أندية بمستوى جد متوسط، وميزانيات، تعتبر الأضعف على المستوى الدوريات الخمسة الكبرى على الصعيد الأوروبي.
ففي كل سنة يعتقد الخليفي خاطئا، أن الحلم اقترب، وأن الأوان حان للصعود إلى منصة التتويج بـ “الكأس ذات الأذنين”، وفي كل مرة يخرج صاحب شبكة قنوات (بي إن سبورت)، ليؤكد أن ناديه هو أبرز مرشح للتتويج، إلا أن هذه الأمنية لم تتحقق بعد، لتتواصل عملية مطاردة الحلم، وتتواصل معها السيولة المالية، القادمة من خزائن البترو-دولار، ويتواصل أيضا مسلسل الفشل، رغم الصفقات المالية الضخمة، والصرف ببذخ على اللاعبين، وكل مكونات النادي.
تعاقدت إدارة باريس سان جرمان مع عدد من المدربين الكبار خلال الفترة مثل الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والفرنسي لوران بلان، والإسباني أوناي إيمري، والألماني طوماس توخيل، والأرجنتيني ماورو بوكيتينو، وحاليا الإسباني لويس إنريكي، لكنهم جميعا فشلوا في تحقيق الهدف الأول للإدارة القطرية، لتستمر العقدة الذي تلازم ناديا لم تنفع معه عملية ضخ الأموال بشكل خرافي، وبطريقة تتجاوز في الكثير من الحالات حدود المنطق.
والمؤكد أن الخطأ الذي سقط فيه الخليفي، هو الاعتقاد بأن المال وحده مفتاح النجاح، والتجربة أكدت أن هذا الاعتقاد غير صحيح، فأندية لا تنفق نفس المبالغ، ولا تتسابق لجلب اللاعبين بأرقام فلكية، ورغم ذلك استطاعت أن تتوج باللقب الأوروبي، كما هو الحال بالنسبة لبطل نسخة 2020، بايرن ميونيخ الذي لا يبالغ في القيام بصفقات قياسية، كما أنه لا يظهر أي بذخ في الإنفاق، ورغم ذلك نجده دائم الحضور على مستوى الألقاب، ومنصات التتويج.
وبدون أدنى شك، فإن مجلس إدارة باريس سان جرمان بقيادة ناصر الخليفي، سيواصل مطاردة الحلم المؤجل، وهو حمل كأس دوري أبطال أوروبا، والقيام بدورة شرفية بالدوحة، ولأجل ذلك فالمال لا يهم، حتى ولو تطلب الأمر شراء كل نجوم العالم، مهما كلف ذلك من ثمن.
نعتقد أن رجل الأعمال القطري، نسي أن يشتري القوائم الثلاث للمرمى، التي صدت مساء أول أمس الثلاثاء، أكثر من فرصة سانحة للتسجيل، فحتى عندما تجاوز لاعبوه دفاع الفريق الخصم، صدت العارضة في أكثر من مناسبة، أهدافا محققة، كان من الممكن أن تغير الكثير من المعطيات.

“باي باي”، وإلى اللقاء الموسم القادم…

محمد الروحلي

Top