واقع وآفاق وتحديات ترجمة الخطاب القرآني في ندوة دولية بالدار البيضاء

جرى مؤخرا خلال ندوة دولية بالدار البيضاء، إبراز واقع وتحديات ترجمة الخطاب القرآني، والآفاق التي تفتحها ترجمة هذا الخطاب في مجال البحث العلمي الخاص بالعلوم الإنسانية والاجتماعية.
واعتبر المشاركون في افتتاح هذه الندوة، التي نظمت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك (جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء )، أن الأمر يتعلق بموضوع راهني يهم ترجمة النص القرآني إلى لغات مختلفة، أملا في ترسيخ ثقافة الحوار بين الحضارات والثقافات.
وفي هذا الصدد أكد كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي خالد الصمدي، في كلمة بالمناسبة، على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها البحث في الخطاب القرآني، والتحديات التي تواجه المترجمين والمشتغلين في هذا المجال الصعب، خاصة في الشق المتعلق بنقل معاني القرآن الكريم إلى لغات أخرى.
واعتبر أن البحث المتعلق بنقل الخطاب القرآني إلى لغات أخرى يندرج في إطار التكامل المعرفي، وفي اقتسام القيم الكونية الإنسانية للخطاب القرآني مع الغير، لافتا إلى أن هذا الموضوع تحديدا يتماشى مع رؤية كتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي ، الرامية إلى الارتقاء بالعلوم الانسانية والاجتماعية .
وذكر في هذا السياق بإطلاق برنامج ابن خلدون في العلوم الإنسانية والاجتماعية قبل سنة، وكذا إطلاق برنامج ملتقى العلوم والمجتمع، الخاص بتكوين الدكاترة في عدة تخصصات، مشيرا إلى أن مستقبل البحث في العلوم الانسانية والاجتماعية ، يتوقف على تعزيز التنسيق والعمل المشترك بين الباحثين .
وفي السياق ذاته اعتبر رئيس جامعة الحسن الثاني إدريس المنصوي، أن مناقشة التحديات التي تثار بشأن ترجمة الخطاب القرآني ، تطرح بالأساس الأهمية الكبيرة للغة العربية ، واللغات الأجنبية ،خاصة الانجليزية التي يتواصل بها عدد كبير من سكان العالم.
وبعد أن أشار إلى أن هذه المواضيع وغيرها تقع في صلب برامج البحث لمختلف المؤسسات التابعة للجامعة، قال إن الأهم هو البحث عن النجاعة في البحوث والمشاريع المقدمة ونتائجها، ما دام مشكل تمويل البحث العلمي غير مطروح .
أما عبد القادر كنكاي، فقد قال إن موضوع الندوة الذي يروم تكسير الحدود بين اللغات والتخصصات، يندرج في إطار بعد استراتيجي يضع نصب عينيه خلق التفاعل والتكامل بين مختلف العلوم لما فيه خير وفائدة للباحثين والطلبة.
وتابع أن الأمر يتعلق بعمل مشترك يصب في خانة تلاقح اللغة وحمولاتها الثقافية، مع الفكر الإسلامي والثقافة المغربية، بخصوصيتها الحضارية.
وشارك في هذه الندوة ، التي نظمها مختبر الفكر الإسلامي والترجمة ومختبر الدراسات المغربية الأمريكية ( الدار البيضاء)، بتعاون مع المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية ( الرباط ) والمعهد العالمي للفكر الاسلامي ( وشنطن)، جامعيون من المغرب وبلجيكا ومصر والجزائر وتونس وموريتانيا واليمن . وتركزت الندوة على أربعة محاور هي “ترجمة القرآن بين التأويل والتفسير والسياق” و”وترجمة القرآن .. المظاهر اللسانية والبلاغية والمعجمية” و” ترجمة القرآن بين الفرد والمؤسسة”، و” ترجمة معاني القرآن بين التوجهات المذهبية، والايديلوجيا والبعد الموضوعي “.

Related posts

Top