أقام حزب التقدم والاشتراكية مساء الجمعة في تطوان تجمعا جماهيريا حاشدا وناجحا في إطار برنامجه التعبوي لدعوة المواطنات والمواطنين للتصويت بـ «نعم» لدستور الدولة الديمقراطية الحديثة…
غصت قاعة (أفينيدا) وامتلأت عن آخرها بالحضور، وألقى الأمين العام للحزب عرضا قويا ومقنعا تفاعلت معه القاعة كثيرا، والصورة هنا ليست من المعجم النمطي المستهلك للتغطيات الحزبية أحادية النظر، إنما هي التقاط لإشارة اللحظة وللمعنى.
للسياسة في الشمال قصصها و…أباطرتها في السنوات الأخيرة، وأن ينجح حزب التقدم والاشتراكية في تنظيم تظاهرة ضخمة وناجحة كما جرى في (أفينيدا)، فمعنى ذلك أن عهد بداية تهاوي «المضلات» قد انطلق، وأن المغرب يؤسس فعلا لمرحلة جديدة على المغاربة أن يقبضوا على أفقها، من أجل تقوية مداخل التغيير وتعزيز مسار القطع مع الفساد السياسي في الشمال وفي غير الشمال وتحييد المفسدين، وبالتالي تمتين عمل القوى الديمقراطية والتقدمية في المناطق ووسط النخب المحلية.
لم يتجند أعوان السلطة أو صانعو المظلات الوهمية لحشد الناس أو جرهم للإنصات لحزب التقدم والاشتراكية، إنما تحقق ذلك بفضل العمل الميداني لمناضلي الحزب ومنتخبيه، وهنا بالذات توجد الإشارة، حيث أنه في المراحل الأساسية وحدها الأحزاب التاريخية وذات الأصل والمرجعيات تكون قادرة على الجدال وعلى احتضان الوطن وأحلام الوطن والنزول إلى الشارع والقاعات العمومية للدفاع عنها، أما المضلات فتسقط كلها، وتتكسر الأوهام والكيانات التي بلا أصل أو أفق.
وانطلاقا مما سبق، فإن أهمية التغيير الدستوري والمؤسساتي الذي يؤسس له المغرب اليوم، تكمن أيضا في قدرتنا الجماعية على إعمال مقتضياته على أرض الواقع، ومن ثم فإن المرحلة تتطلب النساء والرجال القادرين على ذلك بكفاءتهم ونزاهتهم ووطنيتهم وبوضوحهم الفكري والسياسي، وتتطلب أيضا الإصرار على كسب رهانات الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وما تتطلع إليه البلاد من إصلاحات سياسية حقيقية، وذلك حتى لا نحمل وثيقة دستورية متقدمة ونهبها على طبق من ذهب إلى مفسدي الانتخابات ولوبيات الانتفاع والانتهازية والإفساد، لأن ذلك سيكون معناه الكارثة لبلادنا ولمستقبل شعبنا.
إن الدينامية الحزبية والجمعوية، وحرارة النقاش السياسي التي شهدتها بلادنا في الأسابيع والشهور الأخيرة، يجب أن تتواصل بعد الاستفتاء وترتبط بباقي المحطات التي ينتظرها بلدنا وشعبنا، واستثمار هذه الأجواء لتقوية ارتباط شعبنا وشبابنا بالعمل السياسي وبالانشغال بقضايا الشأن العام والتعبئة الجماعية لحماية مكاسب النص الدستوري الجديد، وإنجاح التغيير السياسي في بلادنا.
[email protected]