بالرغم من أن كل المؤشرات والمعطيات السابقة، كانت تذهب في اتجاه استحالة استمرار المدرب وحيد خاليلوزيتش، على رأس الإدارة التقنية للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، إلا أن الأمور تغيرت بسرعة رأسا على عقب.
فحيثيات مباراة العودة ضد الكونغو الديمقراطية، كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس في علاقة المدرب برئيس الجامعة فوزي لقجع، بعد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الإطار البوسني، وخاصة إصراره على بقاء سفيان بوفال احتياطيا، وهو الذي برز بشكل لافت خلال كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بالكاميرون.
وبهدف التخلص من هذا المدرب العنيد، وإعفاء المنتخب من أخطائه الفادحة، كان على لقجع اتباع خطة معينة، تتمثل في وضع شروط محددة، تعفي -في حالة الرفض- ميزانية الجامعة من تحمل شرط جزائي يفوق المليارين.
قبول عودة اللاعبين المغضوب عليهم، كان أهم بند في الشروط، ويتعلق الأمر بنصير مزراوي وحكيم زياش وأمين حارث، في انتظار الفصل في حالة عبد الرزاق حمد الله، وبما أن وحيد أكد مرارا أنه، شخص عنيد وصلب، لا يتنازل ولا يتراجع، فالكل توقع مغادرته، رفضا قطعا قبول شروط لا تتوافق مع طبيعة شخصيته.
إلا أن دهاء لقجع قوبل بثعلبية وحيد، فعلى غير المتوقع، قبل المدرب دون تردد بشروط البقاء، بل تنازل إلى درجة أنه تطوع للسفر شخصيا لملاقاة اللاعبين ببلدان الإقامة، ليتناسى كل ما بعثه من إشارات قوية عن طريق صحافة بلاده.
ففي غياب بلاغ رسمي من طرف إدارة الجامعة، بعد الاجتماع المزدوج الذي جمع الرئيس بالمدرب، فهم الجميع أن وحيد لم يبتلع الطعم، متجاوزا فخ نصب له بإتقان، وجاءت آخر المستجدات، لتؤكد استمرار هذا المدرب المثير للجدل، على رأس الإدارة التقنية لـ “أسود الأطلس”، بعد أن فهم اللعبة، وقبل على مضض الشروط التي وضعت في طريق استمراره.
في هذا الإطار، أظهرت صور حديثة، لقاء جمع وحيد بمزراوي بالعاصمة الهولندية أمستردام، تعكس الجو الإيجابي الذي طبع المناسبة، معززة بصور أخرى للرجلين يحملان العلم الوطني، وتفضل المدرب العنيد بتقديم كأس ماء للاعب، تلميحا لحيثيات الخلاف الذي سبق أن نشب بينهما، بسبب قنينة ماء، خلال إحدى المعسكرات التدريبية بمركز محمد السادس لكرة القدم، وهو الخلاف البسيط والعادي الذي أدى إلى إبعاد مزراوي، وما ترتب عن ذلك من أزمة طاحنة، أثرت على كل مكونات المنتخب.
زيارة وحيد للاعب المذكور، اعتبرت خطوة أولى، في إطار إصلاح ذات البين مع اللاعبين المبعدين منذ مدة، في انتظار مواصلة المسار بلقاء حكيم زياش، دون استثناء عبد الرزاق حمد الله الذي يعد من الأوراق الرابحة بالنسبة للمنتخب المقبل على خوض تصفيات كأس إفريقيا للأمم، ومونديال قطر 2022.
وحيد باق، أما البرتغالي فيلاش بواش الذي تردد اسمه بقوة كمدرب لـ “أسود الأطلس”، فيظهر أن الأمر مستعبد حاليا، في انتظار مستجدات أخرى، توضح أكثر العلاقة المستقبلية بين خاليلوزيتش والجامعة…
سؤال بسيط: هل يقبل زياش بالعودة للمنتخب المغربي؟ وهو الذي أكد أنه قرر الاعتزال دوليا، ويرفض مجالسة وحيد؟
محمد الروحلي