من المنتظر أن تقوم مجموعات بحث تابعة لوزارة الصحة، بدءا من شهر أكتوبر القادم، بجولات عبر المدن، لطرق أبواب المواطنين وجمع معلومات حول أوضاعهم الصحية والأمراض التي يعانون منها أو يحتمل أن يعانوا منها.
وهكذا ستجوب الأحياء والأزقة فرق بحث تضم كل منها 4 أفراد تم تكوينهم خصيصا لهذا الغرض، وسيتم تزويدهم بلوحات الكترونية لتسجيل مختلف المعلومات التي سيتم جمعها بدقة عبر طرق أبواب حوالي 6 ألاف عائلة ومساءلة أفرادها البالغين أكثر من 18 سنة عن حالتهم الصحية ومدى معاناتهم من الأمراض، وكذا مخاطر تعرضهم لها من خلال التعرف على نظامهم الغذائي ونمط حياتهم، ومدى إقبالهم على التدخين الذي يعد مشكل صحة حقيقي ببلادنا.   
المبادرة التي ستنطلق بمدينة الرباط لتليها مدن أخرى، تندرج في سياق برنامج طموح انخرط فيه المغرب، بدعم من منظمة الصحة العالمية ومؤسسة “بلومبورغ فيلانطروبيز” (Bloomberg Philanthropies) والحكومة الأسترالية، وذلك في إطار برنامج عالمي موسع لجمع المعطيات الصحية حول الأمراض غير المعدية، يشمل عدة دول ويهدف إلى مساعدة السلطات الصحية في تلك الدول على التوفر على نظم معلومات صحية مرجعية أكثر شمولية ودقة، بما يسمح بتعامل أفضل مع مخاطر انتشار الأمراض غير المعدية وعلى رأسها السكري وأمراض القلب والضغط الدموي وأمراض الجهاز التنفسي.
وتفيد معطيات منظمة الصحة العالمية أن 50 بالمائة من الوفيات التي تحدث عبر العالم لا يتم تسجيل أسبابها مع وجود ثغرات كبيرة في النظم الصحية للدول تتعلق بأسباب الوفاة وأنواع الأمراض غير المعدية المنتشرة بين الساكنة، مما يحد من فعالية الأنظمة الصحية في حماية المواطنين من تلك الأمراض ومضاعفاتها.
ويعتبر الشركاء الداعمون لهذه المبادرة العالمية أن “تحسين التوفر على معطيات صحية عبر العالم يعد من بين أكبر الفرص التي يحب تقديمها للناس من أجل مساعدتهم على العيش بشكل أفضل”، وأنه كلما تم التعرف على أسباب الأمراض كلما أصبح من الممكن معرفة أصلها وبالتالي من السهل العمل على القضاء عليها من الأصل.
ويطمح المغرب من خلال مشاركته في هذا البرنامج إلى تطوير قاعدة معلومات حول الأمراض غير المعدية ومخاطر انتشارها ومضاعفاتها على الصحة العمومية، وذلك في اتجاه تحسين سياسات مكافحة تلك الأمراض في صفوف المواطنين وكذا الوفاء بالتزاماته العالمية فيما يتعلق بالحد من الأمراض والقضاء عليها

سميرة الشناوي