وفاة عنصر من الوقاية المدنية وإصابة 8 أشخاص

شب حريق مهول بشركة مختصة في بيع الأخشاب وصنع الأثاث يقع بحي سيدي موسى بمدينة سلا، في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، قضى فيه عنصر من الوقاية المدنية، فيما أصيب أربعة من زملائه ومواطن واحد نتيجة انهيار جزء من البناية، وثلاثة منازل مكونة من عدة طوابق  محاذية للمعمل، وعاش سكان الحي خاصة المجاورين للمعمل ساعات عصيبة مخافة انتقال النيران إلى المنازل الأخرى المحاذية لمكان الحريق.
وحسب شهود عيان، فإن الحريق اندلع منذ الساعة الخامسة صباحا، حيث فاجأت الساكنة المجاورة للمعمل أصوات الانفجارات التي أحدثتها النيران بالنظر لنوعية المواد التي توجد داخل المعمل، (خشب ومواد الديليو والبنزين والصباغة )، وهي مواد سريعة الاشتعال وقد تدخل في البداية عدد من أبناء الحي في محاولة لإخماد الحريق، لتحضر بعد ذلك عناصر الوقاية المدنية لعين المكان، لكن قوة النيران جعل السيطرة عليها أمرا صعبا مما أدى إلى انتقالها للمنازل الأخرى.
وأحدث الحريق حالة من الهلع وسط ساكنة الحي المجاور لمقر الشركة، الذين غادروا مساكنهم مخافة انتقال النيران إليها، فيما حضرت السلطات المحلية ممثلة في عامل مدينة سلا عبد الرحمان بنعلي، وعدد من مسؤولي العمالة، فضلا عن ممثل النيابة العامة والشرطة العلمية، وواكبت عملية إطفاء الحريق الذي لم تتم السيطرة عليه إلا بعد نحو 5 ساعات من الجهد المتواصل لعناصر الوقاية المدنية.
وأفاد مواطنون قاطنون بالقرب من المعمل، في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن الحريق لازالت تجهل أسبابه، حيث اعتبر بعضهم أن الحريق ناتج عن التماس كهربائي، فيما البعض الآخر اعتبر أن الأمر يعود لأسباب أخرى، مشيرين أن البحث الجنائي وحده من يستطيع تحديد السبب الحقيقي، وكشفوا من جانب آخر «أن عنصر الوقاية المدنية الذي قضى في الحريق، دخل رفقة زملاء له للبناية في محاولة للسيطرة على النيران المتأججة، لكن فاجأهم سقوط سور للمعمل، وبقايا أجزاء المنازل المتهدمة ،حيث توفي  عنصر الوقاية المدنية في الحال وأصيب أربعة آخرون إصابات رفقة أحد المواطنين، ليتم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاجات اللازمة.
وأثناء الحريق الذي انتقل للمنازل، انفجرت قنينات غاز، مما كان يجدد اشتعال النيران، وهو ما أثار حالة ذعر وفزع لدى المواطنين، وظهور حالة من الذعر بالمكان وسط تواجد رجال الأمن وعناصر الوقاية المدنية، هذا وقد عرف مكان الحادث تجمهرا كبيرا للمواطنين، خاصة وأن أعمدة الدخان الكثيف المتصاعد من المعمل كان بمثابة جرس منبه أثار فضول الكثيرين.
وحسب مواطنين بعين المكان، فإن تقديرهم للخسائر المادية كبير، خاصة وأن ثلاث عقارات هدمت عن آخرها، فضلا عن محتويات المعمل الذي كان يضم كميات هامة من الخشب، مؤكدين أن تدخل عناصر الوقاية المدنية مؤازرين بأبناء الحي الذين تطوعوا منذ البداية ساعد على الحيلولة دون سقوط أرواح وسط ساكنة الدور المحاذية لمكان الحريق، والذين تم إخلاءهم بشكل سريع، وقبل أن يتأزم الوضع نتيجة انبعاث الأدخنة الكثيفة والتنقل السريع للنيران.
 فنن العفاني

Related posts

Top