وقفة ضد التساهل في جرائم اغتصاب القاصرين

دعا ربيع الكرامة الذي يضم عددا من الجمعيات والهيئات إلى تنظيم وقفة احتجاجية رمزية زوال اليوم الأربعاء أمام مقر محكمة الاستئناف بالرباط، للتنديد بالحكم المخفف الصادر عن هيئة القضاء بغرفة الجنايات الابتدائية بالرباط في قضية اغتصاب جماعي لطفلة قاصر، والذي قضت فيه بسنتين حبسا موقوفة التنفيذ في جزء منها للجناة.
ومن أجل التعبئة والدعوة للانخراط في هذه الوقفة أطلق ربيع الكرامة هاشتاغ يحمل عبارة” آش من عدالة هاذي”، في توصيف لحكم اعتبر ظالما في حق طفلة تكالب عليها الجناة، وصادما للمجتمع ولمختلف الفاعلين بالهيئات الحقوقية سواء التي تترافع من أجل تعزيز حقوق الطفل، أو تلك التي تشتغل على قضايا ترتبط بالحقوق الإنسانية للنساء والفتيات.
وقع الصدمة الذي تردد صداها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، يرتبط ليس فقط بالتساهل الكبير البادي في هذه القضية، بل من التعامل المتحيز الواضح لهيئة الحكم لفائدة الجناة .حيث عوض اعتماد ظروف التشديد التي تتطلبها خطورة الجريمة تم تمتيع الجناة بأقصى ظروف التخفيف بل لجأت المحكمة إلى جعل جزء من العقوبة الحبسية موقوفة التنفيذ.
إذ عوض إنصاف الضحية والانتصار لحقها تم سحقها ومعاقبتها كأنها هي المذنبة بل وكأن وضعية الهشاشة و جنسها و حداثة سنها و انتمائها الاجتماعي المثقل بالعزلة و القهر و الفقر تجعلها مستباحة من طرف الجناة ومن طرف القضاء، .
وأكد ربيع الكرامة، في الإعلان الذي عممه بشأن الاحتجاج أن تنظيمه لهذه الوقفة يأتي من أجل التنديد بكل الأحكام المخففة التي تصدر في جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية على النساء والفتيات من جهة والمطالبة من جهة أخرى بوضع حد للاستهتار بحقوق الضحايا وكرامتهن وحث الدولة على تحمل مسؤوليتها في حماية الإناث عبر إقرار تشريع رادع يشدد العقوبات في مثل هذه الجرائم.
وتابع ربيع الكرامة، معلنا أن الوقفة تعد مناسبة للتأكيد مجددا على انخراط جميع الهيئات التي تنتمي لربيع الكرامة، في معركة الإصلاح التشريعي والمطالبة بإقرار قوانين ناجعة تحمي النساء والفتيات من العنف وتناهض التمييز.
وفي تصريح لجريدة بيان اليوم، أكد محمد حجيوي ، رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، على الاستياء الكبير اتجاه استمرار إصدار القضاء لأحكام مخففة في حق مقترفي جريمة الاغتصاب في حق الأطفال ، والتي هي اعتداء وحشي وجريمة شنعاء، مستغربا التماس هيئة القضاء كما في هذا الحكم لظروف التخفيف في حق الجناة بدعوى إقدامهم لأول مرة على اقتراف هذه الجريمة.
وشدد حجيوي على أن جرائم الاغتصاب وأي اعتداء يتعرض له الطفل ينبغي أن لايضع القاضي في حسبانه عند استعراض الحيثيات لإصدار الحكم ظروف التخفيف، فمثل تلك الجرائم هي بمثابة قتل معنوي ، وهو قتل عمد معنوي وجسدي، خاصة وأن اقترافها اقترن بالتهديد بالقتل باستعمال السلاح الأبيض،كما هو الحال في هذا الملف فضلا عن حدوث حمل.
وأكد أن منظمة الطلائع أطفال المغرب التي تشتغل على قضايا حقوق الطفولة، تدين بشدة الحكم المتساهل مع الجناة ويدعو مختلف الهيئات العاملة في مجال الطفولة إلى القيام بتعبئة واسعة من أجل التحسيس بالأخطار التي تحملها ظاهرة الاعتداء على الأطفال ، التي مافتئت تنتشر داخل المجتمع ، والعمل على مطالبة المسؤولين خاصة القضائيين بإعادة النظر في هذا الحكم البعيد عن مطمح المغرب من أجل فعلية حقوق الطفل.
وشدد في هذا الصدد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار في منظومة القانون الجنائي الجاري تعديله، إقرار سياسة جنائية رادعة تقطع مع الإفلات من العقاب، وتشديد العقوبات في حق أي معتدي على الأطفال وذلك حتى تكون الأحكام الصادرة في هذا الحال الذين عبرة لمن يتربصون بالصغار.

< فنن العفاني

Related posts

Top