عانق النجم الأمريكي تايغر وودز الألقاب مجددا ووضع حدا لصيام دام أكثر من 5 أعوام مليئة بالمعاناة والشك، بتتويجه في سن الثانية والأربعين بلقب المرحلة الأخيرة من البطولة السنوية لرابطة لاعبي الغولف المحترفين في الولايات المتحدة.
وأحرز وودز الذي سيكون بين أبرز النجوم المشاركين في كأس رايدر التي تجمع المنتخبين الأوروبي والأميركي اعتبارا من يوم الجمعة المقبل، لقبه الـ80 في مسيرته الاحترافية والأول منذ 2013 عندما ظفر بلقب بريدجيستون إنفيتايشنال في غشت، في أجواء هيستيرية جماعية، حيث تدافع الآلاف من المتفرجين لحضور هذا الحدث التاريخي حول الحفرة الثامنة عشرة الأخيرة قبل أن يصرخوا فرحا بهذا الإنجاز.
وقال وودز متأثرا “كان يتعين علي القتال طيلة اليوم، ولكنني أحببت هذا اليوم. كان التفكير في إمكانية عودتي الى إحراز الألقاب تحديا كبيرا في بداية العام، ولكن مع مرور المسابقات، رأيت أن ذلك سيكون ممكنا”.
وبات وودز على بعد لقبين فقط من معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب الموجود بحوزة مواطنه سام سنيد الذي توج بـ82 لقبا بين 1936 و1965.
وتصدر وودز، الملك السابق دون منازع في الغولف، المنافسات منذ الجولة الأولى على مضمار إيست لايك بالقرب من أتالانتا، وأنهاها بفارق ضربتين عن أول مطارديه مواطنه بيلي هورشيل ((271 ضربة، -9 عن المعدل).
وحقق وودز 71 ضربة في اليوم الأخير (+1 عن المعدل) رافعا رصيده الى 269 ضربة في نهاية المنافسات (-11 ضربة عن المعدل)، علما بأنه مر بفترات عصيبة من خلال تحقيق ضربة فوق المعدل 3 مرات في الحفر التسع الأخيرة.
وحل الإنكليزي جاستن روز المصنف أول عالميا في المركز الرابع (274 ضربة، -6 عن المعدل)، بيد أن عزاءه الوحيد كان في حصوله على شيك بقيمة 10 ملايين دولار (8,5 مليون يورو) لاحرازه كأس فيديكس الخاصة بالتصنيف السنوي لرابطة اللاعبين المحترفين.
وكان وودز تألق بشكل كبير في الجولة الثالثة السبت عندما حقق 5 ضربات متتالية تحت المعدل معيدا إلى الأذهان أيام تألقه اللافت، فجمع 65 ضربة (-5).
ومنذ عودته إلى المضامير في كانون الثاني/يناير 2018، كان وودز قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقبه الأول في آذار/مارس الماضي عندما حل ثانيا في بطولة فالسبار، ثم تصدر الترتيب العام في الجولة الرابعة من بطولة بريطانيا قبل ان ينهي المنافسات في المركز السادس في تموز/يوليو، ثم فشل على بعد ضربتين خلف مواطنه بروكس كويبكا في آب/اغسطس الماضي في احدى جولات البطولة السنوية لرابطة اللاعبين المحترفين في الولايات المتحدة.
وبتتويجه الأحد، أغلق وودز بشكل نهائي الفصل الأكثر ظلمة في مسيرته الرياضية.
وفي الفترة بين عامي 2014 و2017، حقق وودز الذي يعتبر أحد أفضل لاعبي الغولف في التاريخ، مواسم مخيبة وابتعد عن المضامير مرات عدة لاشهر طويلة بسبب خضوعه لأربع عمليات جراحية في ظهره. وهو ما أدى الى خروجه من نادي اللاعبين الألف في العالم في التصنيف العالمي حتى أنه فكر في اعتزال اللعبة كونه لم يكن قادرا على المشي.
كما عانى وودز من الإكتئاب ومشاكل على الصعيد الشخصي شملت الطلاق من زوجته بعد اكتشاف خيانته لها والتي شوهت سمعته بشكل كبير، وتوقيفه من قبل الشرطة على خلفية القيادة المتهورة عام 2017.
وبعدها بأشهر قليلة عاد وودز الى القمة.
وقال وودز “لم أكن أعرف حتى ما إذا كان يمكنني أن أعاود اللعب في يوم من الأيام (…) والآن، لدي أحرزت أخيرا لقبي الثمانين الذي طال انتظاري له. إنه واحد من أجمل الألقاب في مسيرتي الإحترافية بقدر انتصارات في الغراند سلام”.
ويعد وودز من أعلى الرياضيين دخلا في التاريخ. وبحسب تقرير لمجلة “فوربس” الأميركية المتخصصة نشر أواخر 2017، حقق وودز خلال مسيرته مداخيل وصلت الى 1,7 مليار دولار أميركي، تعود الغالبية العظمى منها الى العائدات الإعلانية وعقود الرعاية.
وودز يضع حدا لصيام 5 أعوام مليئة بالمعاناة والشك
الوسوم