ويتواصل الإبهار…

تتواصل رحلة «أشبال الأطلس» بمسابقة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بالجزائر، بكثير من الإصرار والتحدي والإبهار.
مساء الأحد الماضي، تمكنوا من تجاوز منتخب مالي، المتفوق بدنيا، تقنيا وجماعيا، إلا أن كل هذه المميزات التي امتلكها الماليون، لم تكن كافية لتجاوز عناصرنا الوطنية، المسلحة بعزيمة فولاذية، حطمت أسطورة منتخب تعود على المشاركة بأهم المواعيد الدولية.
الاندفاع القوي لمنتخب مالي، ووجه بصمود رائع لأشبال المدرب سعيد شيبا، إذ أظهروا رباطة جأش وتوازن في العطاء، خصوصا على مستوى المنظومة الدفاعية المطبقة بكثير من الإتقان والروعة، وذلك بغلق كل الممرات، وعدم ترك المساحات، مع الاعتماد على الهجمات الخاطفة، وهو التكتيك الذي عجز عن تجاوزها الماليون، طيلة الـ (90) دقيقة…
منظومة دفاعية قوية يقف وراءها حارس متألق اسمه طه بنغوزيل، والذي يعتبر من المفاجآت الجميلة لهذه الدورة، شبل استأسد في الدفاع عن مرماه، سواء أثناء أطوار المباراة، أو خلال الضربات الترجيحية، بصد ضربات حاسمة، مكنت المنتخب المغربي، من الحفاظ على أمل التأهيل خلال السلسلة الأولى، بعدما ضيع أصدقاؤه ضربتين، وفي وقت كانت النتيجة تشير إلى حصة (3-1) للفريق الخصم، كان للحارس دورا حاسما، ساهم في قيادة نحو الموعد النهائي، حيث المواجهة المثيرة ضد منتخب السنغال المرشح فوق العادة…
وما أثار انتباه المتتبعين في طريقة الأداء المغربي اللافت، هذا التفوق الدفاعي المطبق من طرف «أشبال الأطلس»، بكثير من الإتقان، بدون خطأ، ولا تهاون وبروح جماعية، تترجم درجة الانسجام والتكامل.
التفوق في تطبيق تصور تكتيكي صارم، يمنح التوازن المطلوب في الأداء الجماعي، وانتظار الفرصة لشن حملات مضادة خاطفة، أعاد للأذهان الطريقة المثلى الذي فاجأ بها الفريق الوطني للكبار العالم بمونديال قطر 2022، بقيادة الداهية وليد الركراكي.
يومها وقف العالم مشدودا أمام درجة الإتقان في خطة (4-1-4-1)، والتي طبقها «أسود الأطلس» سواء في دور المجموعات، أو خلال دور ربع النهاية ضد البرتغال، والسر في الطريقة المذهلة هو التحول بسرعة مع مجريات المباراة، وانطلاق الواجبات الدفاعية من الخط الأمامي، حيث كان يتواجد النفاثة يوسف النصيري.
يتواصل إذن إبهار «أشبال الأطلس» فوق الأراضي الجزائرية، بعزم أكيد وإصرار لافت وتحد مثالي.
ينتظرون الآن السنغال في المباراة الختامية، وهم الذين كانت الشكوك تحوم حول حضورهم لهذا الموعد القاري، البوابة الوحيدة التي تسمح لهم بالعبور نحو أعراس المونديال…
حضروا في آخر لحظة، فأبدعوا، والأكثر من ذلك قدموا دروسا عالية في الروح الرياضية الوطنية، رددوا النشيد الوطني بكثير من الكبرياء والشموخ….
برافو يا أشبال، واصلوا فأنتم الأبطال..

>محمد الروحلي

Related posts

Top