26 يونيو ..صرخة من أجل التضامن مع كافة ضحايا التعذيب في العالم ومع عائلاتهم

قال الدكتور المانوزي عبد الكريم، رئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهـيل ضحـايا التعـذيب، إن يوم 26 يونيو هو صرخة من أجل التضامن مع كافة ضحايا التعذيب في العالم ومع عائلاتهم ومع الشهداء الذين قضوا نحبهم في سجون الظلم والقمع دفاعاً عن الحرية والمساواة، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن التعذيب جريمة دولية ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وأن على الدول أن تمنع وقوع التعذيب وحظره في التشريعات الوطنية وإجراء مراجعة شاملة للقوانين المحلية وملائمتها مع اتفاقية مناهضة التعذيب وعدم الاعتراف بأي حصانات أو حالات عفو فيما يتعلق بالتعذيب وجرائم الاختفاء القسري.
وأضاف المانوزي، خلال لقاء نظمته الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب، بمقر هيئة المحامين بالدار البيضاء، مؤخرا، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، الذي يصادف يوم 26 يونيو من كل سنة، أن واجب الحكومات والمجتمع الدولي هو تقديم المساندة الصحية والنفسية والاجتماعية والقانونية لضحايا التعذيب، لإعادة تأهيلهم وجبر الأضرار التي لحقت بهم وإعطائهم التعويضات المادية والمعنوية المنصفة والكافية.
وأكد أيضا، أن المغرب مطالب بالعمل على تفعيل الآلية الوطنية لمناهضة التعذيب، وبالإسراع في كشف مصير مجموعة من ضحايا الاختفاء القسري، مشددا على ضرورة “إعادة تأهيل ضحايا التعذيب على المستوى النفسي والصحي”، خصوصا وأن “مجموعة من المعتقلين السياسيين السابقين غادروا المعتقلات السرية وسراديب السجون السرية هم يعانون في الوقت الراهن من عدة أمراض متعددة، ما يستدعي تمتيعهم بتغطية صحية واجتماعية عاجلة لفائدتهم ولذويهم”، على حد تعبيره.
وعن أنشطة الجمعية الطبية لتأهيل ضحايا التعذيب التي يترأسها، قال الدكتور المانوزي عبدالكريم، “في عملنا المستمر، نستقبل المئات من ضحايا التعذيب و نقوم بزيارات ميدانية لمناطق عرفت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وهذه السنة نظمنا قافلة طبية و حقوقية لقرية تانوغة  نواحي بني ملال،  وزرنا معتقل تزمامارت وتفقدنا الأوضاع المزرية هناك، و استمعنا لشهادات الضحايا  والساكنة ونرى أنه ضروري أكثر من أي وقت مضى،  استكمال متابعة الكشف عن مصير ما تبقى من ضحايا الاختفاء القسري وعن أماكن دفنهم وتحديد هوياتهم مع تمكين عائلاتهم من نتائج الحمض النووي، ومن تسلم رفاتهم، والإسراع بإعمال كل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة  وجبر الضرر الجماعي، ومن بين الضحايا الذين نستقبلهم، منهم مجموعة أهرمومو المصنفين “خارج الأجل” ..”.
وأوضح أنه من اللازم إيجاد صيغ كفيلة لمعالجة كل الحالات  وفق القواعد المؤسسة للعدالة الانتقالية، وإصدار توصيات بالإدماج الاجتماعي لفائدة الحائزين على مقررات تحكيمية والمستحقين، وأن تستمر في تنفيذ التزامها بتوفير التغطية الصحية للضحايا   على الدولة مع توفير العلاج والاستشفاء المجاني،  ومواصلة الانضمام لاتفاقيات القانون الدولي لحقوق الإنسان، وخاصة المصادقة على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والبروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام.
ومن جهته، وصف ابن المعتقل السياسي السابق بلقاسم وزان، أن “معتقل أكدز، الذي كان قلعة للتهامي لكلاوي، ويمتد على مساحة 6000 متر مربع، بأبشع المعتقلات في العالم، إذ توفي فيه 32 معتقلا في ظرف ثماني سنوات فقط، ما بين 1976 و1983″، مضيفا أن المعتقل المذكور، شهد أبشع ممارسات التعذيب في المغرب مقارنة مع باقي المعتقلات السرية الأخرى، بما فيها معتقل تزمامارت.
وعرف اللقاء، الاحتفاء بكل من الكاتب عبد الرحمان خواجة، من خلال كتابه “ليال بلا قمر”، والكاتب محمد الرحوي الذي قدم كتابه “MOUROIRS”، وكلاهما كانا ضمن ضحايا المعتقلين السريين “أكدز” وقلعة مكونة.
وبالمناسبة، قال عبد الرحمان خواجة، إن كتابه “ليال بلا قمر” عمل أدبي يسلط الضوء على صور التعذيب والحرمان اللذين مورسا على المجموعة التي ينتمي إليها، مشيرا إلى أن “هذا العمل خرج إلى الوجود بعدما أصبح الخوض في تفاصيل سنوات الرصاص أمرا متاحا ومطلوبا في إطار حفظ الذاكرة”.
يذكر أن هذا اللقاء، أشرف على تسييره الدكتورعمر بنعمر.  
حسن عربي

Related posts

Top