33 في المائة من المغاربة فوق 20 سنة يعانون من ارتفاع ضغط الدم

احتضنت مدينة الدار البيضاء، خلال الأسبوع الماضي، أشغال المؤتمر الطبي الوطني في دورته 36، والمؤتمر الطبي المغاربي في دورته 47، حول موضوع تأهيل التكوين الطبي المستمر في المغرب والمنطقة المغاربية.
وجمعت كلا التظاهرتين المنظمتين تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من الجمعية المغربية للعلوم الطبية، على مدى يومين، عددا من الأطباء والخبراء المغاربة والجزائريين والتونسيين والليبيين والموريتانيين لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالشعار الذي تم اختياره هذا العام، والذي يهم “التكوين الطبي المستمر للطبيب العام، ضرورة وواجب: أي نموذج للمغرب العربي؟”.
وأبرز وزير الصحة خالد أيت الطالب في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام بالنيابة للوزارة عبد الإله بوطالب أن التكوين الطبي للطبيب العام هو موضوع يوليه جلالة الملك محمد السادس أهمية قصوى، بالنظر إلى الأثر الإيجابي لهذا التكوين على أداء ومردودية الطبيب المغربي”.
وأكد الوزير أن انتظارات المواطنين في المجال الصحي واسعة ومتنوعة، مشيرا إلى أنه في سياق يتميز بالطلب المتزايد والاحتياجات المتنامية، يبذل المغرب جهودا هائلة لتطوير النظام الصحي، مستطردا أن هذا التطور لا يمكن أن يتحقق دون التعبئة الجماعية لضمان الوسائل اللازمة لتلبية احتياجات المرضى.
وسجل أيت الطالب أن جزء كبيرا من الاحتياجات الصحية للمواطنين يرتبط بأمراض مزمنة مكلفة ماديا ومعنويا، مستعرضا بعض الإحصاءات التي تبين أن 33 في المائة من المغاربة الذين تزيد أعمارهم عن 20 سنة يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و6.6 في المائة يعانون من داء السكري، و13.2 في المائة يعانون من السمنة المفرطة.
ودعا الوزير جميع الفاعلين المعنيين، كلا من منصبه، إلى المساهمة في زيادة الوعي بأهمية الوقاية وتطوير برامج لمكافحة آثار هذه الأمراض ونتائجها.
علاوة على ذلك، أبرز أيت طالب أهمية طب الأسرة، باعتباره يساهم في توفير الرعاية الصحية الأولية والجماعية لكافة أفراد الأسرة، بغض النظر عن العمر والجنس ونوع المرض.
وأوضح أن هذا النوع من الطب يهدف إلى تعزيز صحة الأسرة والوقاية من الأمراض، مما يساعد على الحفاظ على صحتهم وحماية المجتمع من العدوى و الوقاية منها.
وأضاف أن هذين المؤتمرين يشكلان فرصة مواتية لتسليط الضوء على الجديد العلمي في هذا المجال ، وتبادل الخبرات والتجارب بين ممثلي البلدان المغاربية والخروج بعدد من التوصيات الهادفة.
من جهته، ذكر رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، مولاي سعيد عفيف، أن التكوين الطبي المستمر، الذي يشكل التزاما أخلاقيا شخصيا ومهنيا، أضحى ضرورة تنظيمية، على النحو المنصوص عليه في القانون 13- 131 بشأن ممارسة مهنة الطب.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الجمعية تواكب الأطباء الذين يخضعون للتكوين أو الذين سبق تكوينهم ، بالتعاون مع جميع المتدخلين في هذا المجال، أي وزارة الصحة والمجلس الوطني لهيئة الأطباء، وكليات الطب والصيدلة وغيرها.
وقال عفيف “يتعين علينا أن نستلهم العبر من البلدان التي تقدمت في هذا المجال من خلال التكيف مع خصائص المنطقة المغاربية” ، مشيرا إلى أن هذا التكوين الطبي المستمر يجب أن يضمن بشكل خاص الاستقلال العلمي وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة وتقييم الممارسات المهنية والوقاية من المخاطر.
وفي معرض حديثه عن موضوع طب الأسرة، أكد عفيف انه هذا التخصص العلمي والجامعي مدعو لمواجهة العديد من التحديات، بدء من اعتباره تخصصا يتيح الفرصة امام طلاب الطب لجعله اختيارا مهنيا يوازي أي تخصص آخر.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذين المؤتمرين، التي ترأستها البروفسور نعيمة لمدور بوعزاوي، بالإعلان عن جائزتين لتشجيع البحث العلمي، ويتعلق الأمر بجائزة البحث المغاربي وتحمل اسم البروفيسور الراحل عبد اللطيف بربيش، وجائزة البحث الموجهة للأطباء الداخليين والمقيمين تحمل اسم البروفسور الراحل مولاي أحمد العراقي، تقديرا لإسهامات الفقيدين في المجال الطبي، وتشجيعا للأطباء على الانكباب على البحث العلمي بما ينعكس إيجابا على المواطنين.
وشهدت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى الطبي حضور والي جهة الدار البيضاء-سطات، عامل عمالة الدار البيضاء سعيد أحميدوش ، ورئيس الجمعية التونسية للعلوم الطبية، وعميد كلية الطب في الجزائر، ورئيس الجمعية الموريتانية للعلوم الطبية.

Related posts

Top