4 أسئلة لعبد المجيد فنيش مسرحي وخبير في الفنون التراثية

بمناسبة اليوم الوطني للمسرح الذي يصادف 14 ماي من كل سنة، يتحدث المسرحي والخبير في الفنون التراثية عبد المجيد فنيش، في حوار لوكالة المغرب العربي للأنباء عن واقع المسرح المغربي، وما يميز التجربة المسرحية المغربية عن مثيلاتها في الدول العربية، ومستقبل المسرح المغربي في ظل التحولات التي طرأت على وسائل الاتصال.

1 – بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمسرح، كيف ترى واقع المسرح المغربي اليوم؟

يمكن القول إن المسرح المغربي بعد مرور حوالي ثلاثين سنة على إحداث اليوم الوطني للمسرح، وخلال العقدين الأخيرين على الخصوص، شهد حيوية بفضل جيل من الفنانين تلقوا جلهم تكوينا أكاديميا سواء في المغرب أو في الخارج، أو فيهما معا، إلى جانب الجيل الذي شكل جسرا بين الماضي والحاضر، وهو الجيل الذي جاء من مسرح الهواة في أيام ازدهاره، حيث نجده حاضرا بخصوصياته بقوة في المشهد المسرحي الحالي إلى جانب جيل الشباب. وينضاف إلى ذلك استمرار المسرح الشعبي، والحضور القوي للمرأة المسرحية المبدعة مؤلفة ومخرجة بالأساس، من خلال تجارب تركت بصمة كبرى في المسرح المغربي.
تجدر الإشارة أيضا إلى أمر مهم وهو وجود دعم مسرحي منتظم كل سنة ويشمل مجالات كثيرة، فضلا عن وجود قاعات وبنايات بأغلب المدن المغربية تتوفر على تجهيزات تقنية كفيلة بأن تحتضن عروضا مسرحية مع ضمان بعض الشروط التقنية التي لا بد أن تتوفر للعرض المسرحي الاحترافي.
وقد تميزت هذه السنة باحتضان المغرب في شهر يناير الماضي للدورة 13 لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، وعودة المسرح المغربي إلى حضوره القوي في المهرجانات العربية والدولية كذلك.

2 – ما الذي يميز التجربة المسرحية في المغرب عن مثيلاتها في الدول العربية؟

يعتبر المسرح المغربي من التجارب المسرحية السباقة التي طرحت سؤال التنظير، وهذا أمر ميزه منذ أربعين سنة، حيث ظهرت نظريات مسرحية مغربية بمستويات صمود وبقاء وتطور مختلفة، وقد تفاعل معها المسرحيون في عدد من الدول العربية إما بالقبول أو المجادلة أو الرفض أومن خلال تقديم نظريات أخرى بديلة.
ويتميز المسرح المغربي كذلك بتنوعه حيث نجد جل المضامين بأشكالها المختلفة في المسرح المغربي كالمسرح التراثي والاجتماعي والتجريبي، والآن نتحدث عن مسرح ما بعد الدراما.

3 – يعتقد البعض أن من شأن انتشار الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي أن يتسبب في تراجع الاهتمام بالمسرح. ما رأيك؟

أعتقد أن المسرح هو فن اللقاء الحي المباشر ومهما تقدمت التكنولوجيا في توفير العرض المسرحي عبر أدواتها كالهاتف أو الحاسوب أو باقي الوسائط الرقمية، فإن العرض المسرحي ستبقى حقيقته وجوهره في اللقاء المباشر.
وحتى في الدول التي ظهرت فيها التكنولوجيا الحديثة، لم تستطع التقنية أن تحول دون بقاء المتلقي وفيا لمشاهدة المسرح داخل القاعات، هذه حقيقة لا نلمسها فقط في المهرجانات، بل تتجلى في المواعيد الأسبوعية المنتظمة، حيث يصعب أحيانا حجز مقاعد لأن المسارح تكون مكتظة.

4 – ما هي نظرتك المستقبلية للمسرح المغربي في ظل التحولات التي طرأت على وسائل الاتصال ؟

يستفيد المسرح الآن كثيرا من الآليات التكنولوجية لتعزيز الفرجة المسرحية، وهناك أعمال تعتمد بشكل كبير على التقنية الرقمية، ومنها أعمال مغربية وجدت صداها داخل المغرب وخارجه. وبالتالي فإن الرقمنة خدمت المسرح لذلك لا يجب اعتبارها مجرد خصم، خصوصا مع وجود متلق مصر على مشاهدة المسرح في القاعات المسرحية.
وأعتقد أن المسرحيين المغاربة بادروا مبكرا ليكونوا حاضرين من خلال وسائل التواصل والاتصال الحديثة، وقد حققوا الكثير في هذا الأمر.

 أجرت الحوار: كوثر كريفي

 

Related posts

Top