فشل نادي الوداد الرياضي لكرة القدم في تخطي عقبة باتشوكا المكسيكي، الأولى في مونديال الأندية، وانهزم بهدف دون رد، يوم السبت، على استاد مدينة زايد الرياضية، ليودع البطولة العالمية مبكرا.
وتفاجأت الجماهير المغربية من هزيمة الوداد وإقصائه من ثمن نهاية كأس العالم للأندية التي تقام حاليا بالإمارات العربية، خصوصا أن الفريق المكسيكي لم يكن بالفريق القوي الذي يمكنه أن يذهب بعيدا في هذه المنافسات.
خروجه المبكر للوداد الرياضي من “الموندياليتو”، أملتها العديد من المسببات، بمكن أن نجملها في ثمانية عوامل أساسية:
1. الوصول المتأخر
كان مقررا أن يسافر الوداد الرياضي إلى أبو ظبي، يوم الاثنين الماضي، لضمان تحضيرات مثالية، وتفادي إرهاق السفر وطول الرحلة، إلا أنه لأسباب مجهولة، تأخر سفر الفريق حتى ليلة الأربعاء، ليكتفي بحصة تدريبية واحدة، ولتظهر فصول المواجهة، في الشوط الثاني على وجه الخصوص، تأثر اللاعبين بدنيا بعاملي السفر والإرهاق.
كما أن تأخير السفر، أربك مسلسل تحضيرات الوداد بالمغرب، وفرض تغييرات اللحظة الأخيرة، التي أقلقت المدرب عموتة واللاعبين، وكذا المكتب المسير للفريق.
2. طرد النقاش
سقط إبراهيم النقاش في الفخ، وطرد في الدقيقة 69، بعد تلقي الإنذار الثاني، وكان النقاش مطالبا بتوخي الحذر، بعد أن أنذره الحكم في الشوط الأول، لكنه لم يستمع لنصائح المدرب الحسين عموتة، حيث قام بتدخل عنيف ضد أحد لاعبي باتشوكا، ليستحق مغادرة الملعب.
وقال الحسين عموتة، إنه كان ينتظر تعاملا جيدا من إبراهيم النقاش، مع الكرة التي تلقى خلالها بطاقة حمراء، مشددا على أن سوء تعامل النقاش مع الكرة التي تلقى خلالها بطاقة حمراء أثر على أداء فريقه، سيما أنه كان ينتظر منه مردودا أفضل بالنظر للتجربة التي راكمها.
وأضاف عموتة، أن الطرد الذي تعرض له ابراهيم النقاش في المباراة أثر كثيرا على أداء فريقه، مبرزا، في الندوة الصحافية التي تلت المباراة إنه لم يكن لديه حلول كثيرة في كرسي احتياط فريقه من أجل إشراك لاعبين بدلاء في الهجوم خاصة أن تركيبة فريقه تعاني مجموعة من الغيابات.
3. غياب الحلول
تعتبر الحلول الفردية من نقاط قوة الوداد البيضاوي، وأحد أسلحته الفتاكة، لكنها غابت في هذه المباراة، ولم يتمكن اللاعبون الذين يملكون مهارات تقنية، من كسر جدار دفاع باتشوكا المكسيكي، وكذلك إيجاد الحلول الهجومية، على غرار كل من، محمد أولاد، وعبد العظيم خضروف، وأشرف بن شرقي، والبديل إسماعيل الحداد.
4. تواضع العروبي
قام الحارس زهير العروبي بمجهود كبير، طيلة المباراة، ولم تكن مهمته سهلة، حيث تحمل ضغطًا ثقيلًا، ورد العديد من المحاولات الخطيرة للمد المكسيكي، خاصةً بعد أن لعب الوداد بعشرة لاعبين، عقب طرد إبراهيم النقاش، لكنه بالمقابل ارتكب بعض الأخطاء التي كادت أن تتحول على أهداف لولا رعونة مهاجمي الفريق المكسيكي.
وقال زهير العروبي، إن مجموعة من الأسباب كانت وراء خسارة فريقه أمام باتشوكا المكسيكي، بهدف دون رد، مضيفا “تأثرنا ببعض العوامل، لكن لا يجب تقديم الأعذار لهذه الخسارة، رغم أننا لم ندخر أي جهد من أجل الفوز في المباراة”.
5. عزلة بن شرقي
لم يتلق أشرف بن شرقي الكثير من الدعم، ما جعله يجد صعوبة كبيرة، من أجل اختراق الدفاع المكسيكي. ولم يكن محمد أولاد، الذي لعب بجانبه، في المستوى، حيث تمَ تغييره في الشوط الثاني، فيما كان يميل عبد العظيم خضروف كثيرا للدفاع، ما قلل من خطورته، خاصةً مع طرد النقاش في الشوط الثاني.
أظهرت مواجهة باتشوكا، أن المراهنة على اللعب بدون رأس حربة صريح، منذ رحيل الليبيري ويليام جيبور، ليس ناجحا في الكثير من المواجهات، حيث عجز اللاعبان، أشرف بن شرقي، خلال الجولة الأولى، وإسماعيل الحداد، خلال الشوط الثاني، في إيجاد الحلول، التي كان ينشدها المدرب عموتة.
6. إصابة أوناجم
ظهر أن غياب محمد أوناجم، بداعي الإصابة، كان له تأثيرا كبيرا على هجوم الفريق البيضاوي، خاصةً أنه من اللاعبين الذين لهم حس تهديفي، كما يجيد التمريرات الحاسمة، بالإضافة إلى غياب مهاجم يعرف كيف يتعامل مع الكرة داخل مربع عمليات الخصم.
و تأثر الوداد بغياب واعد من دعائمه الأساسية على مستوى الهجوم، محمد أوناجم، المصاب منذ فترة، والذي كان له تأثيرًا كبيرًا، في تتويج الوداد بلقب دوري الأبطال الإفريقي.
غياب أوناجم عن المواجهة أفقد الرواق الأيمن قوته، وعطل الآلة الهجومية للفريق، نتيجة لغياب التمريرات العرضية الخطيرة، كما أن أوناجم كان عنصرا فعالا، على مستوى الانسلالات، وجلب الأخطاء لفريق الوداد، الذي لم يتحصل خلال مواجهة باتشوكا على أي خطأ، بالقرب من معترك المنافس.
7. اختيارات غير موفقة
لم تكن اختيارات مدرب الوداد، الحسين عموتة، موفقة في هذه المباراة، إذ لم يجر مدرب الأحمر، سوى تغييرين اثنين، طوال 120 دقيقة، كما أن حرصه الكبير على التراجع للوراء، ونهج أسلوب دفاعي، حرم الفريق الأحمر من الضغط على المنافس، الذي لم يظهر هو الآخر بمستوى كبير.
كما أنه تأخر في إقحام اسماعيل أوناجم إلا في الجولة الثانية، الذي كاد أن يسجل هدفا رائعا بعد انسلاله في الجهة اليسرى ورفعه الكرة على الحارس بيريز بطريقة رائعة اصطدمت بالعارضة.
8. كرسي احتياط ضعيف
كان الحسين عموتة، قد صرح قبل انطلاق بطولة العالم للأندية، أن الوداد لا يتوفر على قطاع غيار قادرة على تقديم الإضافة، خلال المباريات الكبيرة من هذا الحجم.
مدرب الوداد، وأمام ضعف الخيارات، لم يقم سوى بتغيير لاعبين اثنين، طوال 120 دقيقة، على اعتبار أن كرسي احتياط الفريق، غير قادر على تغطية الفراغات، خاصة على المستوى الهجومي.
انجاز: بيان اليوم