لم يكن سقوط النادي القنيطري لكرة القدم للقسم الثاني بالمفاجئ، بعد سنوات معدودة من عودته لقسم الأضواء، لم ينعم خلالها بالاستقرار المطلوب لا تقنيا ولا إداريا ولا حتى ماليا.
فمنذ بداية الموسم الحالي، وهو يتمركز في مؤخرة الترتيب، وكان منذ بداية البطولة المرشح الأبرز للنزول كتحصيل حاصل، إذ كان يتخبط دائما وسط دوامة من النتائج السلبية، وحتى عندما كان ينجو بجلده، فهو يحافظ على مكانته بصعوبة بالغة.
فالكل يجمع على أن ما يحصل لـ “الكاك” أمر غير مقبول تماما، بصفته فريقا عريقا، صال وجال نهاية السبعينات وبداية الثمانينيات، وحقق نتائج كبيرة.
تتجلى الحالة المزرية للنادي القنيطري في اللا-استقرار التقني الذي عاشه باستمرار، إذ أقدمت إدارة الفريق على استبدال أربعة مدربين في موسم واحد، وهم فوزي جمال والفرنسي جون واليم ويوسف لمريني، ثم حسن أجنوي.
كما أن الواقع يؤكد أن المشاكل التي يعاني منها الفريق، غير مرتبط إطلاقا بالمدرب، بقدر ما هي نتيجة تراكم تجارب تسييرية فاشلة، حيث أن قدوم مدرب رابع لم يكن ليقدم أو يؤخر، دون تصحيح الأوضاع بصفة جذرية، وهي المهمة التي لم يتمكن المسؤولون عن الفريق من إنجازها.
فعدم الاستقرار لم يطل الإدارة التقنية للكاك فقط، بل إن السنوات الأخيرة عرفت مشاكل وخلافات وتطاحنات بين المكاتب المسيرة المتعاقبة على إدارة الفريق، إلى درجة لم يعد معها المسؤولون مكترثين بمصلحة “فارس سبو” بقدر البحث عن استغلال المنصب لقضاء مصالح شخصية.
ولعل من التجليات الواضحة لسوء التسيير بالكاك، سماح المكتب المسير بانتقال أبرز لاعب بصفوف الفريق توفيق إيجروتن للجيش الملكي، مما ترك فراغا كبيرا في الخط الأمامي، كما أن الصفقة تعكس ضيق الأفق لدى المكتب المسير الذي فكر في مقابل مالي متواضع ولم ينعش خزينته المتواضعة.
وإذا كان ماضي النادي القنيطري مشرقا، فحاضره ومستقبله المظلمان قاداه إلى النزول مرة أخرى للقسم الثاني، مع العلم أن الفريق لم يعد منذ مطلع التسعينات قادرا على فرض ذاته في الساحة الكروية، وغالبا ما اكتفى بالمنافسة على مراكز من الحادي عشر إلى الرابع عشر.
هي إذن مشاكل لا تعد ولا تحصى وإدارة غير مسؤولة ومعارضة غير بناءة وأزمة مالية خانقة ونتائج كارثية، كل هذا لن يخدم حاضر ومستقبل الفريق القنيطري، ما يعني أن مدينة القنيطرة لن تحظى في الأمد القريب بفريق قوي ومرعب يعيد أمجاد الماضي الجميل للبوساتي ورفاقه.
محمد الروحلي