تتجه أنظار فعاليات كرة القدم الإفريقية نحو العاصمة الغانية أكرا حيث يعقد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) على مدى يومي الجمعة والسبت، اجتماع مكتبه التنفيذي للحسم في مجموعة من القرارات الهامة التي تهم مصير كرة القدم الإفريقية، ومن بينها اتخاذ القرار النهائي بخصوص إمكانية تنظيم الكامرون لكأس أمم إفريقيا لسنة 2019.
والواقع أن موضوع تنظيم النسخة الـ32 لـ “الكان” شكل على امتداد سنة كاملة مشكلة حقيقية شغلت بال مسؤولي (الكاف)، خصوصا عندنا دخلت الكامرون في عملية شد الحبل ولي الذراع مع الاتحاد القاري، مع أن كل التقارير الميدانية التي أشرفت عليها مؤسسات دولية مستقلة تؤكد بلا مجال للشك أن بلاد روجي ميلا غير قادرة نهائيا على استضافة عرس كرة القدم الإفريقية صيف السنة القادمة.
وبالرغم من كل المعطيات الملموسة والواقعية التي رصدت التأخر الكبير فيما يخص جاهزية الكامرون، فإن هناك تلكؤا كبيرا من طرف مسؤوليها إلى درجة تحول هذا الموضوع إلى مزايدة سياسية، انخرطت فيها أعلى سلطة بالبلد يتقدمها الرئيس بول بيا شخصيا.
فقد تطورت الأمور إلى حد خلق جهات كامرونية ارتباكا مقصودا في ضبط مواعيد زيارات بعثات (الكاف) المكلفة بتفقد المنشآت الرياضية والفندقية المخصصة لاحتضان فعاليات الدورة، والحيلولة دون تمكنها من إنجاز تقرير نهائي يمكن أن تبني عليها (الكاف) قرارها النهائي.
وبدون أدنى شك، فإن اجتماع أكرا هذا الأسبوع سيكون حاسما وصارما في التعامل مع ملفين، الأول يهم الكامرون، وفي حالة سحب التنظيم من الكامرون، وهذا شبه مؤكد، ستفتح (الكاف) -بعجالة- باب الترشيحات لاحتضان الدورة، وتقول أغلب التقارير إن هناك ثلاث دول مهتمة بالبطولة وهى المغرب وجنوب إفريقيا ومصر، مع أن الكفة تميل للمغرب لعدة أسباب لا تتعلق فقط بالجاهزية التي لا يمكن أن يناقشها أي أحد، بل أيضا لأحقيته التاريخية، إذ لم يحتضن هذه التظاهرة منذ سنة 1988، بينما نظمت جنوب إفريقيا نسخة 2014، ومصر دورة 2006، مع العلم أن كاف عيسى حياتو سبق لها أن سحبت من المغرب نسخة 2015 لأسباب يعرفها الجميع.
وانطلاقا من مواقفه المبدئية، فإن المغرب عبر دائما عن دعمه للكامرون ووضعه كل إمكانياته رهن إشارتها من أجل تنظيم هذا الحدث الكروي في موعده، وفي أفضل الظروف، ولا يمكنه بأي شكل من الأشكال أن يتزعم حملة التشكيك في قدرتها، وكما أكد ذلك فوزي لقجع يوم الاثنين الماضي بقوله “طالما لم يصدر أي قرار رسمي في الموضوع، فإن لا أحد يمكن أنه يتكهن بما سيقع”.
إذن فجاهزية المغرب ترشحه بكثير من الاستحقاق لاحتضان دورة 2019 وهذه مسألة لا خلاف حولها من طرف الأوساط الرياضية على الصعيد الإفريقي، والتي تجمع على أن بلاد “أسود الأطلس” جاهزة على جميع المستويات لإنجاح عرس المونديال الإفريقي على بعد سبعة أشهر من الآن.
محمد الروحلي