التهمت ألسنة النيران، أول أمس الثلاثاء، قرابة خمسة وعشرين ألف نخلة ومائة رأس من الأغنام وعشر بقرات، إلى جانب عدد من المنازل والمساحات المغروسة بشجر الرمان والزيتون وغيرها التي لا زالت قيد الإحصاء، بواحة “تغمرت” الواقعة تحت النفوذ الترابي لجماعة أسرير بإقليم كلميم.
وأكد مصدر مطلع، في اتصال بجريدة بيان اليوم، أن واحة تغمرت التي تقع على بعد 12 كلم شرق مدينة كلميم، تحولت إلى رماد، نتيجة الحريق المهول الذي طالها طيلة يوم الثلاثاء.
وأوضح المصدر نفسه أنه “منذ منتصف النهار اندلعت النيران مدفوعة برياح الشركي لتلتهم كل ما تجده أمامها مخلفة خسائر مادية كبيرة مست الحقول والمواشي والممتلكات، وأودت بآلاف أشجار النخيل والرمان والتين والزيتون وغيرها”.
وتابع المصدر نفسه، أن “أهالي البلدة سارعوا منذ الوهلة الأولى إلى تطويق النيران بوسائلهم البسيطة دون أن يتمكنوا من التغلب عليها حيث أن النيران كانت تنتقل بسرعة خاطفة من مكان إلى آخر مما جعل نداءات الاستغاثة تتنامى سواء من خلال وسائط التواصل الاجتماعي أو الاتصالات المباشرة بالمسؤولين”.
وقال المصدر نفسه إنه بعد تأخير دام مدة لا يستهان بها التحقت بعين المكان مختلف الأجهزة الأمنية من سلطات محلية ووقاية مدنية ودرك وجيش ملكي الذين باتت تدخلاتهم غير ذات جدوى بعد أن اجتاحت الحرائق مساحات واسعة من الواحة مما استدعى استقدام طائرة من نوع “بومبارديي” تابعة للقوات الملكية المغربية، التي حلقت في سماء الواحة ابتداء من الساعة السابعة مساء وساهمت إلى حد كبير في وقف زحف النيران.
وأبرز المصدر عينه أن الحادث لم يخلف أية خسائر في الأرواح، باستثناء بعض الإغماءات والمصابين بجروح طفيفة، مبرزا أن أسباب اندلاع النيران لا زالت غير معروفة.
وشدد المتحدث نفسه، أن شباب الواحة قدموا نموذجا رائعا للعمل الجماعي والتضامني وكان لهم دور كبير في دعم الأسر المتضررة، مشيرا إلى أنهم يواصلون حاليا تنسيق الجهود من أجل التخفيف من معاناة السكان وإحصاء الخسائر والترافع لدى الجهات المعنية خاصة ما يتعلق بتوصيات اليوم الدراسي الذي نظمته الغرفة الفلاحية شهر نونبر من العام الماضي بشراكة مع المديرية الجهوية للفلاحة والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية والقيادة الجهوية للوقاية المدنية لكلميم واد نون وبتنسيق مع ولاية الجهة.
هذا وتوصلت بيان اليوم بصور من عين المكان، تظهر الخسائر الفادحة التي طالت الواحة، حيث أتت النيران على منازل وسيارات ورؤوس أغنام بالكامل إلى جانب المساحات الخضراء، المتكونة من أشجار النخيل والتين والرمان…
عبد الصمد ادنيدن