قالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إنها لا تتوقع حملات تلقيح واسعة النطاق ضد فيروس كورونا المستجد حتى منتصف عام 2021 مبددة الأمل بالتوصل للقاح سريع، في وقت كشفت أبحاث نتائج مشجعة مبكرة للقاح روسي.
والفيروس الذي أودى بنحو 870 ألف شخص في أنحاء العالم، يواصل تفشيه. وأصبح رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلوسكوني المعروف بحبه لحياة البذخ آخر المشاهير المصابين به وقد أدخل المستشفى بعدما جاءت نتائج الفحوص التي أجريت للتأكد من إصابته بكوفيد-19 إيجابية.
في أنحاء العالم تأمل الحكومات الإعلان عن توفير لقاح للفيروس الذي أصاب أكثر من 26 مليون شخص، وقلب حياة الملايين وعاث الفوضى بالاقتصاد العالمي.
ورحبت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة بحقيقة أن “عددا كبيرا” من اللقاحات التجريبية دخلت الآن المراحل التجريبية الأخيرة التي عادة ما تشمل عشرات آلاف الأشخاص.
ولكن “في ما يتعلق بجدول زمني واقعي، لا نتوقع حقا أن نرى اللقاح يعطى على نطاق واسع حتى منتصف العام المقبل” بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس.
وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الوكالة لن تعتمد أي لقاح ما لم يكن فعالا وآمنا.
وافقت روسيا بالفعل على لقاح أفادت دراسة بشأنه نشرت في مجلة ذا لانسيت الطبية الجمعة أن المرضى المشاركين في الاختبارات المبكرة طوروا أجساما مضادة “بدون أي آثار سلبية خطيرة”.
لكن العلماء حذروا من أن هذه التجارب محدودة لإثبات سلامة اللقاح التجريبي وفعاليته، إذ لم تشمل سوى 76 مشاركا.
كما حثت واشنطن مختلف الولايات الأميركية على الاستعداد لبدء إعطاء لقاح مرتقب بحلول الأول من نونبر، مما أثار مخاوف من أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسارع لبدء توزيع لقاح قبل انتخابات 3 نونبر.
وفي ظل الإجراءات العادية، على الباحثين الانتظار لأشهر أو سنوات للتحقق من أن اللقاحات المرشحة آمنة وفعالة.
ولكن كان هناك ضغط هائل لطرح لقاح بسرعة مع استمرار الوباء في التسبب بخسائر بشرية واقتصادية.
ولم يوفر الفيروس منذ ظهوره في الصين أواخر العام الماضي، مشاهير وشخصيات بارزة كان آخرها برلوسكوني.
وبين مشاهير المصابين ثلاثة لاعبين في فريق باريس سان جرمان لكرة القدم من بينهم البرازيلي نيمار.
وتضم اللائحة الممثل توم هانكس ومؤخرا روبرت باتنسون الذي ذكرت مجلة معنية بقطاع السينما، أنه أصيب بالفيروس خلال تصوير آخر أفلام باتمان (الرجل الوطواط) في بريطانيا.
وأمضى برلوسكوني الليل في مستشفى في ميلانو حيث يعالج من التهاب رئوي لكن قيل أن وضعه “مشجع”.
وقد ثبتت إصابة الملياردير البالغ 83 عاما بالفيروس في وقت سابق هذا الأسبوع بعد العودة من إجازة في سردينيا في فيلته الفاخرة.
في كافة أنحاء العالم يقوم أصحاب الأعمال والموظفون بإحصاء كلفة الجائحة فيما يجبر تزايد الإصابات الحكومات على فرض إجراءات إغلاق.
وحتى في أماكن خففت فيها تدابير الإغلاق، فإن الموظفين القادرين على العمل من المنزل، يفضلون الاستمرار في ذلك بدلا من العودة إلى المكتب.
في وسط لندن الصاخب عادة، فإن المطاعم التي دائما ما كانت تكتظ بالرواد باتت تعاني.
ويقول مدير أحد المطاعم التركية بيرات إن “الناس رأوا أن بإمكانهم العمل من المنزل … لا يمكننا توفير الخدمة إلى المنزل”. والمطعم القريب من كاتدرائية سانت بول، يرتاده فقط 15 بالمئة من عدد زبائنه المعتادين.
وتسعى حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون لتشجيع البريطانيين على العودة إلى المكاتب، لكن قول ذلك أسهل من الفعل.
أما مجموعة النفط العملاقة بريتش بتروليوم (بي.بي) التي أعلنت إلغاء عشرة آلاف وظيفة بعد أن سدد الوباء ضربة للطلب على الطاقة وللأسعار، فإنها تشجع الموظفين غير الأساسيين على العمل من المنزل.
وبالنسبة للمصارف باركليز وإتش إس بي سي ولويدز، فإن عددا كبير من موظفيها يعملون من بعد.
ولكن ليست كل الأخبار سيئة. فالاقتصادان الأميركي والكندي أعلنا عن خلق وظائف في غشت، في مؤشر مؤقت إلى انتعاش من الوباء.
وبالنسبة للأنشطة التجارية في قطاعات معينة مثل لوازم الحماية الشخصية، فإن كوفيد-19 قد تسبب بارتفاع كبير على الطلب، ولا تزال تلك الأنشطة تبذل جهودا لتلبية الطلبات.
وقالت شركة تصنيع القفازات الماليزية “توب غلوف” إنها تتلقى طلبات لـ 11 إلى 12 مليار شهريا، مقارنة بـ 4.5 مليارات قبل الوباء.
في المقابل، على الزبائن الانتظار 600 يوم تقريبا لتسلم طلباتهم، مقارنة بفترة تسليم عادية من 30 إلى 40 يوما، بحسب المدير التنفيذي ليم ووي تشاي.
وإضافة إلى ذلك هناك نقص في المواد الأولية، فضلا عن ارتفاع أسعار الإنتاج.
<أ.ف.ب