قال محافظ المتحف الوطني للفن الإفريقي بواشنطن، كيفين ديموشيل مؤخرا، إن معرفة تاريخ العالم يمر عبر فهم تاريخ إفريقيا.
وأكد ديموشيل، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح معرض افتراضي يحمل عنوان “قوافل الذهب .. شظايا الزمن”، بمساهمة من المغرب، أن “تاريخ إفريقيا هو حقا تاريخ العالم”.
وأوضح المسؤول بالمتحف الوطني للفن الإفريقي أنه “من المستحيل فهم نشوء العالم الحديث دون تاريخ غرب إفريقيا”، مشيرا إلى أن هذا المعرض يتيح استكشاف وإعادة بناء الماضي الإفريقي واستحضار هذه التجربة في المستقبل.
وأبرز أن هذا المعرض، الذي يعد ثمرة سنوات طوال من العمل، لم يكن ليتحقق دون إسهام المتاحف الشريكة في القارة الإفريقية، لاسيما المغرب ومالي ونيجيريا، مذكرا بأن هذا التعاون “يجيب على الأسئلة الراهنة والملحة من قبيل : كيف يمكن للمتاحف أن تعطي معنى لإرث مادي لم تتبقى منه سوى بعض الشظايا ؟ وأي دور تضطلع به المخيلة في انبعاث الماضي ؟.
من جهتها، قالت محافظة متحف “بلوك” لجامعة نوورثويستيرن، بيكفورد بيرزوك، إن هذا المعرض يتوخى تصحيح بعض التصورات حول هذه الحقبة من تاريخ غرب إفريقيا، التي تستبعد الروابط والتبادلات المثمرة، التي كانت بإفريقيا في العصور الوسطى، وذلك عبر اقتفاء أثر الأعمال الفنية المنبثقة عن ثلاث مواقع أركيولوجية مهمة بما فيها سجلماسة بالمغرب.
وأبرزت أن “هذه الأجزاء تساهم في التخيل الأركيولوجي الذي يتيح فهما للماضي عبر بقاياه”، مشيدة بالجهود المبذولة من طرف “الزملاء بالمغرب ومالي ونيجيريا، الذين أعطوا من وقتهم ونصائحهم وتشجيعاتهم لإنجاح هذا المشروع”.
من جانبه، أشار الكاتب العام لمؤسسة سميثسونيان، لووني بانش، إلى أن “هذا المعرض يسلط الضوء على الكيفيات العميقة التي تمكنت من خلالها تجارة الذهب في غرب إفريقيا من تحويل العالم بشكل كلي”، مبرزا أن الأعمال المعروضة تضفي نفسا جديدا على التاريخ المعقد والثقافة المادية لإفريقيا خلال القرون الوسطى، وهي حقبة ومنطقة قليلا ما تم مناقشتهما وفهمها بالولايات المتحدة الأمريكية”.
حضر الحفل، الذي نظم عبر تقنية الفيديو بسبب تداعيات جائحة كورونا، على الخصوص، سفيرة المملكة بواشنطن للا جمالة العلوي، وسفير جمهورية مالي مامادو نيماغا، والمديرة بالنيابة للمتحف الوطني للفن الإفريقي لواشنطن ديبوراه ل.ماك.
وقالت سفيرة المملكة، بهذه المناسبة، “إن إفريقيا تشكل حقا جزء لا يتجزأ من هوية المغرب، وهو ما يتضح بشكل خاص في التاريخ المشترك الذي يوحدنا، والذي يعود إلى العصور الوسطى التي تم استكشافها من خلال هذا المعرض”، مضيفة أن هذه الأعمال الفنية تتيح لجمهور أمريكا الشمالية فرصة فهم أفضل، خصوصا، للطبيعة التاريخية للهوية الصحراوية للمغرب ولماذا ترتبط ارتباطا وثيقا بحاضره ومستقبله.
ويعتمد عرض “قوافل الذهب .. شظايا الزمن” على آخر الاكتشافات الأركيولوجية والتاريخية، لتقديم لمحة عن التبادلات عبر الصحراء في العصور الوسطى وإرثها.