احتضنت قاعة المحاضرات برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال مؤخرا، ندوات اليوم الدراسي الذي نظّمه الفوج الثاني من ماستر السرد والثقافة بالمغرب بتعاون مع مختبر السرد والأشكال الثقافية والتخييلية. واختاروا إهداء ثمرة أشغاله إلى الروائي شعيب حليفي الفائز بجائزة المغرب للرواية، تقدرا لعطائه العلمي والأكاديمي ولإنتاجه الإبداعي.
واتخذ اليوم الدراسي من موضوع (تقنيات الحكي في عصر الرقمنة: الأساسيات والمستحدثات) محورا له، تمت مقاربته من خلال أربع جلسات علمية قدّمها وسيّرها طلبة ماستر السرد والثقافة بالمغرب إلى جانب طالبة من ماستر دراسات التراث المادي واللامادي، ساعِين من خلال مداخلاتهم إلى فتح نقاش حول أسئلة المفهوم وتحولات الأشكال والأجناس والأدوات في المنجزات السردية التفاعلية ومكوّناتها، إضافة إلى قضايا سيرورة التأليف والتلقي في تطبيقات مختلفة.
افتتحَ فعاليات هذا اليوم عبد المجيد زياد، نائب رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، رفقة محسن إدالي، نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، ومحمد بالاشهب، رئيس شعبة اللغة والأدب العربي، بحضور عبد اللطيف العبوبي، منسق اليوم الدراسي، إلى جانب عبد الرحمان غانمي منسق ماستر السرد والثقافة بالمغرب، ومدير مختبر السرد والأشكال الثقافية والتخييلية الذي ترأس الجلسة الافتتاحية، ووضع هذا الحدث في سياقة العلمي والبيداغوجي، مشيرا إلى أن إهداء هذا العمل إلى الروائي والناقد شعيب حليفي ستتلوه استضافة لفتح مساحة نقاش وتناوُل أعماله من طرف الطلبة الباحثين.
الكلمات الافتتاحية أجمعت على راهنية موضوع الرقمنة، وعلى ضرورة توسيع دائرة البحث حول الحكي، باعتباره فعلا إنسانيا يشمل كل مناحي الحياة ولا يقتصر على الأشكال الأدبية والفنية فقط؛ كما نوّهتْ بمثل هذه المحطات التي تجعل الدرس الأكاديمي مدخلا لاستثمار مهارات البحث والتواصل والعمل المنهجي.
وتوزّعت الجلسات العلمية لهذا اليوم على محورين كبيرين هما:
1-الكتابة الرقمية ومظاهر الإبداع والتلقي الحالية
NTIC والأشكال السردية الحديثة
في حين تناولت الجلسات الأربع -التي أثثتها مداخلات طلبة -ماستر السرد والثقافة بالمغرب-، وطالبة من ماستر “دراسات التراث المادي واللامادي”- الحكيَ الرقمي باعتباره نتاجَ تحولات عميقة في بنيات وآليات الإبداع والتلقي، مما أفضى إلى الانعطاف من الكتابة السردية الخطّية نحو الكتابة التفاعلية التي تتجاوز العناصر اللغوية لتحتضن عناصر غير لغوية تشمل الخط والرقم والصورة والحركة واللون والإضاءة والمؤثرات… وغيرها، فضلا عن السعي لتفجير إطار الصفحة الثابت وحدود الأحياز.
ولأن الوسائط الحديثة أفرزت أنماطا جديدة من السرود الرقمية، انطلقت من أول رواية تفاعلية في العالم أصدرها ميشيل جويس Michael Joyce سنة 1986، بعنوان “الظهيرة، قصة “Afternoon, a story إلى الوثائقيات الرقمية والأسفار الافتراضية وصولا إلى موجة الألعاب الإلكترونية… – فإن المداخلات نوّعت تطبيقاتها ودراساتها فتناولت المنصات الرقمية، والألعاب الإلكترونية، والسينما، والأدوات، والقنوات المختلفة.
كما تمت مساءلة الممارسة النقدية التي تجد نفسها أمام سؤال استمرارية الأدوات النقدية – التي تستقي مفاهيمها وآليات اشتغالها من التنظير الأدبي بمختلف اتجاهاته وتطعمها بمفاهيم مستوحاة من حقل الإعلاميات وعلوم التواصل والسيبيرنيتيكا – وسؤال السعي لبناء نظرية خاصة من شأنها أن تضبط طبيعتة الحكي الرقمي ووظيفته وتحلل بنياته التي يحكمها منطق الترابط والتشعب الداخلي والخارجي على مستوى الإنتاج والتلقي وإنتاج المعنى..
وقد شارك في الجلسات كل من الطلبة الباحثين من ماستر السرد والثقافة بالمغرب (أحمد هيهات وعبد الرحيم رفيقي، ونورة البيلاني، ورشيدة يعقوبي، وطارق المعطاوي، وآمال عبدلاوي، ولطيفة فضيل، سومية ظافر، والحسين والمداني، ومحمد البشارة، وعبد الرزاق رفيقي، وفؤاد دحى وعبد المنعم كروم، وحسناء فراحي، وعبد الغني فناني، وعبد الكريم العوينة، وجعفر أسولوس، ويونس معروفي)، كما شاركت أيضا الطالبة الباحثة ماريا ياسين من ماستر “دراسات التراث المادي واللامادي”.
وقد شكّلت المناقشة المفتوحة مع أساتذة الكلية وطلبة الماسترات والدكتوراة الحاضرين في ختام الجلسات- مساحةً لإغناء مضامين المداخلات، وإثارة أسئلة أخرى تمثّل للطلبة تحفيزا على مواصلة البحث واكتشاف عوالم وقضايا أخرى في حقل الحكي الرقمي.
الحكي في عصر الرقمنة: الأساسيات والمستحدثات
الوسوم